الجبل: ملك أو سلطان قاسي القلب، قاهر، أو رجل
ضخم على قدر الجبل وعظمه، وطوله وقصره، وعلوه. ويدلك على العالم والناسك،
ويدل على المراتب العالية والاماكن الشريفة والمراكب الحسنة، و الله تعالى
خلق الجبال أوتاداً للأرض حين اضطربت، فهي كالعلماء والملوك، لأنّهم يمسكون
ما لا تمسكه الجبال الراسية، وربما دل على الغايات والمطالب، لأن الطالع
إليه لا يصعد إلا بجاهه، فمن رأى نفسه فوق جبل، أو مسنداً إليه أو جالساً
في ظله، تقرب من رجل رئيس، واشتهر به واحتمى به، إما سلطان أو فقيه عالم
عابد ناسك، فكيف به إن كان فوقه يؤذن أذان السنة مستقبل القبلة، أو كان
يرمى عن قوس بيده، فإنّه يمتد صيته في الناس على قدر امتداد صوته، وتنفذ
كتبه وأوامره إلى المكان الذي وصلت إليه سهامه. وإن كان من رأى نفسه عليه
خائفاً في اليقظة أمن، وإن كان في سفينة، نالته في بحره شدة وعقبة يرشى من
أجلها، وكان صعوده فوقه عصمة، لقوله تعالى: " سآوي إلى جَبَل يَعْصمُني
مِنَ الماءِ " .
قال ابن سيرين: الجبل حينئذٍ عصمة، إلا أن يرى في المنام كأنّه فر من سفينة
إلى جبل، فإنّه يعطب ويهلك، لقصة ابن نوح.
وقد يدل ذلك على من لم يكن في يقظته في سفينة ولا بحر، على مفارقة رأي
الجماعة والانفراد بالهوى والبدعة، فكيف إذا كان معه وحش الجبال وسباعها،
أو كانت السفينة التي فر منها إلى الجبل فيها قاض، أو رئيس في العلم، أو
إمام عادل. وأما صعود الجبال، فإنّه مطلب يطلبه وأمر يرومه، فيسأل عما قد
هم به في اليقظة، أو أمله فيها من صحبة السلطان أو عالم، أو الوقوف إليهما
في حاجة أو في سفر في البر وأمثال ذلك. فإن كان صعوده إياه كما يصعد الجبال
أو بدرج أو طريق آمن، سهل عليه كل ما أهله، وخف عليه كل ما حوله. وإن
نالته فيه شدة أو صعد إليه بلا درج ولا سلم ولا سبب، ناله خوف، وكان أمره
غرراً كله. فإن خلص إلى أعلاه، نجا من بعد ذلك. وإن وهب من نومه دون
الوصول، أو سقط في المنام، هلك في مطلوبه وحيل بينه وبين مراده، أو فسد
دينه في عمله، وعندها ينزل به من التلاف والإصابة من الضرر والمصيبة
والحزن، على قدر ما انكسر من أعضائه.
وأما السقوط من فوق الجبل والكوادي والروابي والسقوف 0 وأعالي الحيطان
والنخل والشجر، فإنّه يدل على مفارقة من يدل ذلك الشيء الذي سقط عنه في
التأويل عليه، من سلطان أو عالم أو زوج أو زوجة أو عبد أو ملك أو عمل أو
حال من الأحوال، يسأل الرائي عن أهم ما هو عليه في يقظته، مما يرجوه ويخافه
ويقدمه ويؤخره في فراقه له، ومداومته إياه، فإن شكلت اليقظة لكثرة ما فيها
من المطالب والأحوال، أو لتغيرها من الآمال، حكم له بمفارقة من سقط عنه في
المنام على قدر دليله في التأويل. ويستدل على التفرقة بين أمريه على قدر
دليله، وأنّ علمه باستكماله من الشيء الذي كان عليه وقوته وضعفه واضطرابه،
ربما أفضى إليه من سقوطه من جدب أو خصب أو وعر أو سهل أو حجر أو رمل أو أرض
أو بحر، ربما عاد عليه في جسمه في حين سقوطه، ويدل على السقوط في المعاصي
والفتن والردى، إذا كان سقوطه فيما يدل على ذلك، مثل أن يسقط إلى الوحش
والغربان والحيات وأجناس الفأر، أو إلى القاذورات والحمأة، وقد يدل ذلك على
ترك الذنوب والإقلاع عن البدع، إذا كان فراره من مثل ذلك، أو كان سقوطه في
مسجد أو روضة، أو إلى نبي أو روضة، أو إلى نبي أو أخذ مصحف، أو إلى صلاة
في جماعة.
وأما ما عاد إلى الجبل من سقوط أو هدم أو احتراف، فإنّه دال على هلاك من دل
الجبل عليه، أو دماره أو قتله، إلا أن يرتفع في الهواء على رؤوس الخلق،
فإنه خوف شديد يظل على الناس من ناحيه الملك، لأن بني إسرائيل رفع الجبل
فوقهم كالظلة تخويفاً من الله لهم، وتهديداً على العصيان.
أما تسيير الجبال، فدليل على قيامة قائمة، إما حرب تتحرك ففيه الملوك بعضها
على بعض، أو اختلاف واضطراب يجري بين علماء الأرض في فتنة وشدة، يهلك فيها
العامة، وقد يدل ذلك على موت وطاعون، لأنّها من علامات القيامة، وأما رجوع
الجبل زبداً أو رماداً أو تراباً، فلا خير فيه لمن دل الجبل عليه لا في
حياته ولا في دينه، فإن كان المضاف إليه ممن عز بعد ذلته، وآمن بعد كفره،
واتقى الله من بعد طغيانه، عاد إلى ما كان عليه ورجع إلى أولى حالتيه، لأن
الله تعالى خلق الجباك فيما زعموا من زبد الماء، والزبد باطل كما عبر به
تعالى في كتابه.
والجبل الذي فيه الماء والنبات والخضرة، فإنّه ملك صاحب دين. وإذا لم يكن
فيه نبات ولا ماء، فإنّه ملك كافر طاغ، لأنِّه كالميت لا يسبح الله تعالى
ولا يقدسه.
والجبل القائم غير الساقط فهو حي وهو خير من الساقط، والساقط الذي صار
صخوراً فهو ميت، لأنّه لا يذكر الله ولا يسبحه. ومن ارتقى على جبل وشرب من
مائه وكان أهلاً للولاية، نالها من رجل ملك قاسي القلب نفاع، وما لا يقدر
ما شرب، وإن كان تاجراً ارتفع أمره وربح، وسهولة صعوده فيه سهولة الإفادة
للولاية من غير تعب. والعقبة عقوبة وشدة، فإنّ هبط منه نجا، وإن صعد ارتفاع
وسلطنة مع تعب.
والصخور التي حول الجبل والأشجار قواد ذلك المكان. وكل صعود رفعة، وكل هبوط
ضعة، وكل طلوع يدل على هم، فنزوله فرج، وكل صعود يدل على ولاية، فنزوله
عزل. وإن رأى أنّه حمل جبلاً فثقل عليه، فإنّه يحمل مؤونة رجل ضخم أو تاجر
يثقل عليه، فإن خف، خف عليه.
فإن رأى أنّه دخل في كهف جبل، فإنّه ينال رشداً في دينه وأموره، ويتولى
أمور السلطان، ويتمكن. فإن دخل كهف جبل في غار، فإنّه يمكر بملك أو رجل
منيع، فإن استقبله جبل، استقبله هم أو سفر أو رجل منيع أو أمر صعب أو امرأة
صعبة قاسية، فإن رأى أنّه صعد الجبل، فإن الجبل غاية مطلبه يبلغها بقدر ما
أنّه صعد، حتى يستوي فوقه.
وكل صعود يراه الإنسان، أو عقبة أو تل أو سطِح أو غير ذلك، فإنّه نيل ما هو
طالب من قضاء الحاجة التي يريدها، والصعود مستوياً مشقة ولا خير فيه. فإن
رأى أنّه هبط من تل أو قصر أو جبل، فإنّ الأمر الذي يطلبه ينتقص ولا يتم،
ومن رأى أنّه يهدم جبلاً فإنّه يهلك رجلاً، ومن رأى أنّه يهتم بصعود جبل أو
يزاوله، كان ذلك الجبل حينئذٍ غاية يسمو إليها، فإن هو علاه نال أمله، فإن
سقط عنه يغترب حاله.
والصعود المحمود على الجبل، أن يعرج في ذلك كما يفعل صاعد الجبل.
وكل الإرتفاع محمود، إلا أن يكون مستوياً، لقوله تعالى: " سأرْهِقُهُ
صَعُوداً " .
ضخم على قدر الجبل وعظمه، وطوله وقصره، وعلوه. ويدلك على العالم والناسك،
ويدل على المراتب العالية والاماكن الشريفة والمراكب الحسنة، و الله تعالى
خلق الجبال أوتاداً للأرض حين اضطربت، فهي كالعلماء والملوك، لأنّهم يمسكون
ما لا تمسكه الجبال الراسية، وربما دل على الغايات والمطالب، لأن الطالع
إليه لا يصعد إلا بجاهه، فمن رأى نفسه فوق جبل، أو مسنداً إليه أو جالساً
في ظله، تقرب من رجل رئيس، واشتهر به واحتمى به، إما سلطان أو فقيه عالم
عابد ناسك، فكيف به إن كان فوقه يؤذن أذان السنة مستقبل القبلة، أو كان
يرمى عن قوس بيده، فإنّه يمتد صيته في الناس على قدر امتداد صوته، وتنفذ
كتبه وأوامره إلى المكان الذي وصلت إليه سهامه. وإن كان من رأى نفسه عليه
خائفاً في اليقظة أمن، وإن كان في سفينة، نالته في بحره شدة وعقبة يرشى من
أجلها، وكان صعوده فوقه عصمة، لقوله تعالى: " سآوي إلى جَبَل يَعْصمُني
مِنَ الماءِ " .
قال ابن سيرين: الجبل حينئذٍ عصمة، إلا أن يرى في المنام كأنّه فر من سفينة
إلى جبل، فإنّه يعطب ويهلك، لقصة ابن نوح.
وقد يدل ذلك على من لم يكن في يقظته في سفينة ولا بحر، على مفارقة رأي
الجماعة والانفراد بالهوى والبدعة، فكيف إذا كان معه وحش الجبال وسباعها،
أو كانت السفينة التي فر منها إلى الجبل فيها قاض، أو رئيس في العلم، أو
إمام عادل. وأما صعود الجبال، فإنّه مطلب يطلبه وأمر يرومه، فيسأل عما قد
هم به في اليقظة، أو أمله فيها من صحبة السلطان أو عالم، أو الوقوف إليهما
في حاجة أو في سفر في البر وأمثال ذلك. فإن كان صعوده إياه كما يصعد الجبال
أو بدرج أو طريق آمن، سهل عليه كل ما أهله، وخف عليه كل ما حوله. وإن
نالته فيه شدة أو صعد إليه بلا درج ولا سلم ولا سبب، ناله خوف، وكان أمره
غرراً كله. فإن خلص إلى أعلاه، نجا من بعد ذلك. وإن وهب من نومه دون
الوصول، أو سقط في المنام، هلك في مطلوبه وحيل بينه وبين مراده، أو فسد
دينه في عمله، وعندها ينزل به من التلاف والإصابة من الضرر والمصيبة
والحزن، على قدر ما انكسر من أعضائه.
وأما السقوط من فوق الجبل والكوادي والروابي والسقوف 0 وأعالي الحيطان
والنخل والشجر، فإنّه يدل على مفارقة من يدل ذلك الشيء الذي سقط عنه في
التأويل عليه، من سلطان أو عالم أو زوج أو زوجة أو عبد أو ملك أو عمل أو
حال من الأحوال، يسأل الرائي عن أهم ما هو عليه في يقظته، مما يرجوه ويخافه
ويقدمه ويؤخره في فراقه له، ومداومته إياه، فإن شكلت اليقظة لكثرة ما فيها
من المطالب والأحوال، أو لتغيرها من الآمال، حكم له بمفارقة من سقط عنه في
المنام على قدر دليله في التأويل. ويستدل على التفرقة بين أمريه على قدر
دليله، وأنّ علمه باستكماله من الشيء الذي كان عليه وقوته وضعفه واضطرابه،
ربما أفضى إليه من سقوطه من جدب أو خصب أو وعر أو سهل أو حجر أو رمل أو أرض
أو بحر، ربما عاد عليه في جسمه في حين سقوطه، ويدل على السقوط في المعاصي
والفتن والردى، إذا كان سقوطه فيما يدل على ذلك، مثل أن يسقط إلى الوحش
والغربان والحيات وأجناس الفأر، أو إلى القاذورات والحمأة، وقد يدل ذلك على
ترك الذنوب والإقلاع عن البدع، إذا كان فراره من مثل ذلك، أو كان سقوطه في
مسجد أو روضة، أو إلى نبي أو روضة، أو إلى نبي أو أخذ مصحف، أو إلى صلاة
في جماعة.
وأما ما عاد إلى الجبل من سقوط أو هدم أو احتراف، فإنّه دال على هلاك من دل
الجبل عليه، أو دماره أو قتله، إلا أن يرتفع في الهواء على رؤوس الخلق،
فإنه خوف شديد يظل على الناس من ناحيه الملك، لأن بني إسرائيل رفع الجبل
فوقهم كالظلة تخويفاً من الله لهم، وتهديداً على العصيان.
أما تسيير الجبال، فدليل على قيامة قائمة، إما حرب تتحرك ففيه الملوك بعضها
على بعض، أو اختلاف واضطراب يجري بين علماء الأرض في فتنة وشدة، يهلك فيها
العامة، وقد يدل ذلك على موت وطاعون، لأنّها من علامات القيامة، وأما رجوع
الجبل زبداً أو رماداً أو تراباً، فلا خير فيه لمن دل الجبل عليه لا في
حياته ولا في دينه، فإن كان المضاف إليه ممن عز بعد ذلته، وآمن بعد كفره،
واتقى الله من بعد طغيانه، عاد إلى ما كان عليه ورجع إلى أولى حالتيه، لأن
الله تعالى خلق الجباك فيما زعموا من زبد الماء، والزبد باطل كما عبر به
تعالى في كتابه.
والجبل الذي فيه الماء والنبات والخضرة، فإنّه ملك صاحب دين. وإذا لم يكن
فيه نبات ولا ماء، فإنّه ملك كافر طاغ، لأنِّه كالميت لا يسبح الله تعالى
ولا يقدسه.
والجبل القائم غير الساقط فهو حي وهو خير من الساقط، والساقط الذي صار
صخوراً فهو ميت، لأنّه لا يذكر الله ولا يسبحه. ومن ارتقى على جبل وشرب من
مائه وكان أهلاً للولاية، نالها من رجل ملك قاسي القلب نفاع، وما لا يقدر
ما شرب، وإن كان تاجراً ارتفع أمره وربح، وسهولة صعوده فيه سهولة الإفادة
للولاية من غير تعب. والعقبة عقوبة وشدة، فإنّ هبط منه نجا، وإن صعد ارتفاع
وسلطنة مع تعب.
والصخور التي حول الجبل والأشجار قواد ذلك المكان. وكل صعود رفعة، وكل هبوط
ضعة، وكل طلوع يدل على هم، فنزوله فرج، وكل صعود يدل على ولاية، فنزوله
عزل. وإن رأى أنّه حمل جبلاً فثقل عليه، فإنّه يحمل مؤونة رجل ضخم أو تاجر
يثقل عليه، فإن خف، خف عليه.
فإن رأى أنّه دخل في كهف جبل، فإنّه ينال رشداً في دينه وأموره، ويتولى
أمور السلطان، ويتمكن. فإن دخل كهف جبل في غار، فإنّه يمكر بملك أو رجل
منيع، فإن استقبله جبل، استقبله هم أو سفر أو رجل منيع أو أمر صعب أو امرأة
صعبة قاسية، فإن رأى أنّه صعد الجبل، فإن الجبل غاية مطلبه يبلغها بقدر ما
أنّه صعد، حتى يستوي فوقه.
وكل صعود يراه الإنسان، أو عقبة أو تل أو سطِح أو غير ذلك، فإنّه نيل ما هو
طالب من قضاء الحاجة التي يريدها، والصعود مستوياً مشقة ولا خير فيه. فإن
رأى أنّه هبط من تل أو قصر أو جبل، فإنّ الأمر الذي يطلبه ينتقص ولا يتم،
ومن رأى أنّه يهدم جبلاً فإنّه يهلك رجلاً، ومن رأى أنّه يهتم بصعود جبل أو
يزاوله، كان ذلك الجبل حينئذٍ غاية يسمو إليها، فإن هو علاه نال أمله، فإن
سقط عنه يغترب حاله.
والصعود المحمود على الجبل، أن يعرج في ذلك كما يفعل صاعد الجبل.
وكل الإرتفاع محمود، إلا أن يكون مستوياً، لقوله تعالى: " سأرْهِقُهُ
صَعُوداً " .