هناك سؤال يتبادر بالذهن ماذا يمثل البيت لأحدنا؟
هذا السؤال المهم لابد وأن يجيب عليه كل شخص ذكر أكان أم أنثى أليس هو مكان أكله وعيشه ونومه وراحته؟
لقد تأملت أحوال الناس الذين بلا بيوت لهم ممن يعشون في الملاجئ أو على أرصفة الشوارع أو في المخيمات المؤقتة، فعرفت نعمة البيت لمن له بيت.
وسمعت من يقول: ليس لي مستقر، ولا مكان ثابت أنام فيه، فأحيانًا أنام في بيت فلان، وأحيانًا في المقهى أو الحديقة أو على شاطئ البحر، وأحمل ثيابي معي في كيس، فتأملت حاله وتألمت على التشتت الناجم عن الحرمان من نعمة البيت والسكن والاستقرار، والله - تعالى -يقول: [والله جعل لكم من بيوتكم سكنًا] [النحل: 80]
وقال ابن كثير - رحمه الله -: يذكر- تبارك وتعالى -تمام نعمه على عبيده بما جعل لهم من البيوت التي هي سكن لهم، يأوون إليها ويستترون وينتفعون بها سائر وجوه الانتفاع.
والبيت مهمٌ لكل مسلم، ويحدث داخل البيوت كثير من الأمور والأعمال الطيبة والسيئة، والصالحة والفاسدة، وإصلاح البيوت أمانة عظيمة ومسؤولية جسيمة، ينبغي لكل مسلم ومسلمة أداؤها كما أمر الله والسير بها على نهج الله، ولا تصلح البيوت إلا بصلاح أصحابها، فإن كان الزوجان صالحين صلح البيت والذرية، وإن كان فاسدين فسد البيت والذرية، وسأبدأ بالحديث عن الزوجة وحسن اختيارها وصلاحها.
فالأب يقضي معظم وقته خارج البيت بسبب عمله ومشاغله وسفره، ويغلب على الأم أن تقضي معظم وقتها أو كله داخل البيت لذلك فإن دور الأم في تربية الأولاد أكبر من دور الأب لملازمتها للأبناء ورعاية شؤونهم وتربيتهم، ومن هنا يبرز أهمية صلاح المرأة وحسن اختيارها منذ اللحظات الأولى للزواج وتكوين الأسرة، وهذا ما أمر الله - تعالى -به في قوله - تعالى -: [وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم] [النور: 32].
وينبغي للرجل أن يختار الزوجة الصالحة التي تتوفر فيها الشروط التي ذكرها النبي - صلى الله عليه وسلم - في أحاديثه، قال - عليه الصلاة والسلام -: [تنكح المرأة لأربع، لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك] متفق عليه،
وقال - صلى الله عليه وسلم -: [ليتخذ أحدكم قلبًا شاكرًا، ولسانًا ذاكرًا وزوجة مؤمنة تعينه على أمر الآخرة] رواه أحمد والترمذي، وقال - صلى الله عليه وسلم - أيضًا: [عليكم بالأبكار فإنهن أنتق أرحامًا، وأعذب أفواهًا، وأرضى باليسير] رواه ابن ماجة، وفي رواية [وأقل خبًّا] أي خداعًا.
وجاء في الحديث الصحيح الذي بين أهمية المرأة الصالحة قوله - صلى الله عليه وسلم - [فمن السعادة: المرأة الصالحة تراها فتعجبك وتغيب عنها فتأمنها على نفسك ومالك، ومن الشقاء: المرأة تراها فتسؤوك، وتحمل لسانها عليك، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك] رواه ابن حبان.
وقال - صلى الله عليه وسلم -: [ليتخذ أحدكم قلبًا شاكرًا، ولسانًا ذاكرًا وزوجة مؤمنة تعينه على أمر الآخرة] رواه أحمد والترمذي، وقال - صلى الله عليه وسلم - أيضًا: [عليكم بالأبكار فإنهن أنتق أرحامًا، وأعذب أفواهًا، وأرضى باليسير] رواه ابن ماجة، وفي رواية [وأقل خبًّا] أي خداعًا.
وجاء في الحديث الصحيح الذي بين أهمية المرأة الصالحة قوله - صلى الله عليه وسلم - [فمن السعادة: المرأة الصالحة تراها فتعجبك وتغيب عنها فتأمنها على نفسك ومالك، ومن الشقاء: المرأة تراها فتسؤوك، وتحمل لسانها عليك، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك] رواه ابن حبان.
ويقول - صلى الله عليه وسلم -: [لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن يرديهن، ولا تزجوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن] ابن ماجة، وفي رواية أخرى [ولأمة سوداء ذات دين أفضل].
وهذا تأكيد من النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ يوصي بحسن اختيار المرأة فيقول لابن عباس: [ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء؟ المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته] رواه الحاكم، وقال صحيح على شرط البخاري ومسلم.
وقوله - صلى الله عليه وسلم - [الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة] رواه مسلم.
وقوله - صلى الله عليه وسلم - [الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة] رواه مسلم.
فكل هذه الأحاديث الشريفة تبين شخصية المرأة التي تستطيع أن تهب الرجل السعادة والسكينة والاستقرار، والتي تستطيع أن تضفي على عش الزوجية البشاشة والأمن والرضا وإنه لحرص من النبي - صلى الله عليه وسلم - على أن يبني الزواج على أساسٍ مكين راسخٍ متوازنٍ من مطالب الجسم والعقل والروح والعاطفة ليكون قويًا لا يزعزعه تنافر الأمزجة، ولا تعصف به نزوات النفوس. ولابد أن يعلم الرجل أن الهداية من الله فهو الذي يصلح، وقد منّ الله على عبده زكريا بقوله - تعالى -: [وأصلحنا له زوجه] [الأنبياء: 90].
فإذا كانت الزوجة صالحة فبها ونعمت، وإن كانت تحتاج إلى الصلاح فإن من واجبات الرجل السعي في إصلاحها. وعليه أن يستعمل بعض الوسائل التي تساعده في إصلاح زوجته ومنها:
1 ـ الاعتناء بتصحيح عبادتها وتقوية إيمانها وذلك عن طريق حضها على النوافل وقراءة القرآن وحفظ الأذكار وسماع القرآن وقراءة كتب العلم وحثها على الصدقة واختيار الصاحبات التقيات المؤمنات، وغير ذلك من الأمور التي تزيد إيمانها وتقوي علاقتها بربها وتصلح حالها.
2 ـ تربية المرأة تربية إيمانية كأداء الصلاة المفروضة والنافلة، والصيام التطوعي، والمشاركة في التبرعات والصدقات، وقراءة الأذكار المخصصة في أوقاتها وأماكنها.
3 ـ تعليم أهل البيت امتثالاً لقوله - تعالى -: [يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة] [التحريم: 6]، فهذه الآية أصل في تعليم أهل البيت وتربيتهم، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر. قال قتادة: يأمرهم بطاعة الله، وينهاهم عن معصيته، وأن يقوم عليهم بأمر الله يأمرهم به ويساعدهم عليه.
4 ـ الاهتمام بحفظ الأسرار وعدم نشرها أو تسريبها، وقد نبه على ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: [إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها] رواه مسلم. فللبيوت أسرار كثيرة، ويحدث فيها بعض الأمور والقضايا والمشاكل الأسرية، وهذه يجب حفظها وكتمها وعدم نشرها أو إخبار أحدٍ بها، ولا يجوز أن تخرج من باب البيت أبدًا،
وليقم الزوجان بحلها ومعالجتها وحفظها، وإلا انفضح أمرهما وهتك سرهما، وازدادت المشكلة تعقيدًا، وتدخلت الأطراف الخارجية في الخلافات وأدت إلى مزيد من البلاء والجفاء، ومن ذلك عدم الإضرار بالبيت أو أحد أفراده بنشر بعض خصوصياته أو أخباره أو أعماله، وهذا لا يجوز أبدًا، فربما اشترى الرجل بيتًا أو حصل على مكافأة وقامت المرأة أو أحد أبنائه بنشر الخبر فأدى ذلك إلى إحراج الرجل أو مضايقته بنشر الخبر.
وليقم الزوجان بحلها ومعالجتها وحفظها، وإلا انفضح أمرهما وهتك سرهما، وازدادت المشكلة تعقيدًا، وتدخلت الأطراف الخارجية في الخلافات وأدت إلى مزيد من البلاء والجفاء، ومن ذلك عدم الإضرار بالبيت أو أحد أفراده بنشر بعض خصوصياته أو أخباره أو أعماله، وهذا لا يجوز أبدًا، فربما اشترى الرجل بيتًا أو حصل على مكافأة وقامت المرأة أو أحد أبنائه بنشر الخبر فأدى ذلك إلى إحراج الرجل أو مضايقته بنشر الخبر.
5 ـ مقاومة الأخلاق الرديئة في البيت بأخلاق حسنة: فلا يخلو فرد من أفراد البيت من خلقِ سوء كالكذب أو الغيبة والنميمة ونحوها، ولابد من مقامة هذه الأخلاق الرديئة ووضع العلاج المناسب للابتعاد عنها وإزالتها وإبدالها بأخلاقٍ حسنة، فقد ورد عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: [كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا اطّلع على أحدٍ من أهل بيته كذب كذبة لم يزل معرضًا عنه حتى يحدث توبة] رواه أحمد، ويتبين من الحديث أن الإعراض والهجر بترك الكلام والالتفات من العقوبات البليغة في مثل هذا الحال.
6 ـ توفير السكن المناسب لزوجته وأولاده: فلابد من توفير السكن المناسب ولو كان بعيدًا عن أهله ليسلم الزوج من الخلافات التي قد تنشب بين زوجته وأمه، أو زوجته وأخواته أو مع أي طرف من أهله، ويوفر في هذا السكن كل ما تحتاجه وأولادها من الطعام والأدوات والفراش والمتاع، وليكن على قدر يساره بشرط أن يكون لائقًا بها ومحققًا لاستقرارهما المعيشي ومهيئًا لتطبيق الحياة الزوجية الكاملة، امتثالاً لقوله - تعالى -: [أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم] [الطلاق: 6].
7 ـ حسن المعاشرة: فعلى الزوج أن يحسن معاشرة زوجته، وأن يتصف بالأخلاق الفاضلة في كل شؤونه مع زوجته وأولاده، فإذا رآه أهل بيته يتعامل بالحنسى بادلوه بالأحسن، وإذا كان الزوج سيء الخلق سيء المعاشرة فلا يتوقع أن يجد من زوجته حسن الخلق والمعاشرة إلا إذا كانت هي صالحة وهو فاسد. وتوجد وسائل إصلاحية كثيرة تناسب كل زوجين وكل بيت وكل مجتمع.