الغرس القديم.. الدرس والقدوة
محمد العبدة
هكذا أنتجت التربية
المخلصة والقدوة الحسنة والعقيدة السليمة هذا الغرس الذي بذل كل جهده
لخدمة الأمة وكافة مؤسسات المجتمع التربوية والعلمية.
أناس يعملون بصمت، غير مشهورين، ربما ليس لهم مؤلفات أو مقالات هنا وهناك، ربما ليسوا خطباء يهزون المنابر، ولكن آثارهم جلية معروفة.
فأستاذ الحديث الذي توفي
في مكة والداعية الذي توفي في إندونيسيا وغيرهم وأمثالهم كثير، من يعرف
هؤلاء العلماء والدعاة من جيل الشباب المعاصر؟ لا أحد.
إنهم يعرفون المشهورين من نجوم الفضائيات أو بعض الأسماء اللامعة.
هؤلاء الشباب خاضعون
للتنويم الاجتماعي، فلا يرى أحدهم الأمور إلا من خلال نطاق ضيق، لم يتحدث
إليهم أحد ويقول: هناك غرس قديم يجب أن تتعرفوا عليه، يجب أن تعرفوا
فضلهم، إنهم جيل يجب ألا ينسى.
ما سر هذا الغرس الذي
أنتج هؤلاء الأفاضل من الدعاة والمربين؟ كيف تربى هذا الجيل القديم؟ لا شك
إنها الفطرة السليمة والعلم النافع قبل أن تظهر آفات (العصرنة)
و(الحداثوية) والانبهار بكل ما هو شاذ من الأفكار.
وقبل: إن يظهر الانبهار
بالمناهج اللسانية البنيوية التي تدعو إلى نقد النص (القرآن) أسوة بأي
كتاب بشري، هكذا يتعاملون مع القرآن الكريم!!. وقبل أن يظهر لسان (أرسطو
طاليس) كما عبر الإمام الشافعي - رحمه الله - وهو لا يقصد اللغة اليونانية
بل الفكر اليوناني كما افتتن به المعتزلة قديماً وبعض من يسمونهم
الفلاسفة.
وقبل أن تؤخذ الأنفس
بالأسماء التي يضخمها الإعلام المكتوب والمرئي وقدمها للشباب الذي شدا
شيئاً من علم الجامعات، فإذا به يتنفخ ويظن أن من الحداثة أن ينقض كل قديم
ولو كان حقاً، ويهدم كل ما سمعه من ثناء على علماء أو دعاة ومفكرين، فهذا
الشاب الجامعي الذي لم يتمكن من العلم هو يقرأ الآن لهذا الذي يكتب
بالفرنسية أو الذي يترجم عن الفرنسية. إن مجرد هذه القراءة ترفعه إلى درجة
مثقف كما يتوهم.
هذا لا يعني أننا مع كل
قديم أو أننا مسكونون في الماضي، ولسنا مع كل جديد إذا كان غثاً هجيناً،
بل نرى التجديد في الخطاب الإسلامي، في الوسائل والمواقف والمراحل،
والمراجعة الصادقة المحايدة حتى لا نجمد على المألوفات ونكرس الأخطاء.
والقصد هو أن لا نبخس الناس أشياءهم وأن نقيم ميزان العدل والإنصاف، لعلنا
نوفق في خطواتنا وما نهدف إليه
محمد العبدة
هكذا أنتجت التربية
المخلصة والقدوة الحسنة والعقيدة السليمة هذا الغرس الذي بذل كل جهده
لخدمة الأمة وكافة مؤسسات المجتمع التربوية والعلمية.
أناس يعملون بصمت، غير مشهورين، ربما ليس لهم مؤلفات أو مقالات هنا وهناك، ربما ليسوا خطباء يهزون المنابر، ولكن آثارهم جلية معروفة.
فأستاذ الحديث الذي توفي
في مكة والداعية الذي توفي في إندونيسيا وغيرهم وأمثالهم كثير، من يعرف
هؤلاء العلماء والدعاة من جيل الشباب المعاصر؟ لا أحد.
إنهم يعرفون المشهورين من نجوم الفضائيات أو بعض الأسماء اللامعة.
هؤلاء الشباب خاضعون
للتنويم الاجتماعي، فلا يرى أحدهم الأمور إلا من خلال نطاق ضيق، لم يتحدث
إليهم أحد ويقول: هناك غرس قديم يجب أن تتعرفوا عليه، يجب أن تعرفوا
فضلهم، إنهم جيل يجب ألا ينسى.
ما سر هذا الغرس الذي
أنتج هؤلاء الأفاضل من الدعاة والمربين؟ كيف تربى هذا الجيل القديم؟ لا شك
إنها الفطرة السليمة والعلم النافع قبل أن تظهر آفات (العصرنة)
و(الحداثوية) والانبهار بكل ما هو شاذ من الأفكار.
وقبل: إن يظهر الانبهار
بالمناهج اللسانية البنيوية التي تدعو إلى نقد النص (القرآن) أسوة بأي
كتاب بشري، هكذا يتعاملون مع القرآن الكريم!!. وقبل أن يظهر لسان (أرسطو
طاليس) كما عبر الإمام الشافعي - رحمه الله - وهو لا يقصد اللغة اليونانية
بل الفكر اليوناني كما افتتن به المعتزلة قديماً وبعض من يسمونهم
الفلاسفة.
وقبل أن تؤخذ الأنفس
بالأسماء التي يضخمها الإعلام المكتوب والمرئي وقدمها للشباب الذي شدا
شيئاً من علم الجامعات، فإذا به يتنفخ ويظن أن من الحداثة أن ينقض كل قديم
ولو كان حقاً، ويهدم كل ما سمعه من ثناء على علماء أو دعاة ومفكرين، فهذا
الشاب الجامعي الذي لم يتمكن من العلم هو يقرأ الآن لهذا الذي يكتب
بالفرنسية أو الذي يترجم عن الفرنسية. إن مجرد هذه القراءة ترفعه إلى درجة
مثقف كما يتوهم.
هذا لا يعني أننا مع كل
قديم أو أننا مسكونون في الماضي، ولسنا مع كل جديد إذا كان غثاً هجيناً،
بل نرى التجديد في الخطاب الإسلامي، في الوسائل والمواقف والمراحل،
والمراجعة الصادقة المحايدة حتى لا نجمد على المألوفات ونكرس الأخطاء.
والقصد هو أن لا نبخس الناس أشياءهم وأن نقيم ميزان العدل والإنصاف، لعلنا
نوفق في خطواتنا وما نهدف إليه