عندما يتعلق الأمر بـ 1,8 مليار مسلم حول
أنحاء العالم يتطلبون العديد من المنتجات التي تتوافق مع مبادئهم الدينية،
وهي المتطلبات التي يسارع أصحاب الأعمال لتلبيتها، فيمكننا القول بأن
الإسلام سلعة رائجة. وبالرغم من أن البعض يتخيلون أن سوق المنتجات الحلال
العالمي لا تتعلق إلا بالطعام، فإن تلك السوق في حقيقة الأمر شاملة، حيث
إنها تضم كافة قطاعات الأعمال التي ترتبط بنمط حياة المسلمين، من الملبس
والسفر إلى الاقتصاد والعقارات. ولذلك تختلف تقديرات قيمة السوق حسب مجموعة
المنتجات المعنية.
ويقدر معرض سنغافورة الدولي للمنتجات
الحلال، وهو معرض يقام سنويًا لبيع المنتجات الحلال، القيمة السنوية للسوق
الحلال بـ 560 مليار دولار (أو ما يعادل 3 تريليون جنيه مصري)، بينما يقدر
معرض الحلال العالمي الذي يقام بأبو ظبي المهتم بالصناعات الحلال تلك
القيمة بـ 2,1 تريليون دولار (أو ما يعادل 11,2 مليون جنيه مصري). وتقدر
جريدة الحلال التي تطلق على نفسها الجريدة الرسمية لتجارة الصناعات الحلال
تلك القيمة بـ 580 مليار دولار (أو ما يعادل 3,1 تريليون جنيه مصري). وأيًا
كانت القيمة المقدرة، فمن الواضح أن المنتجات الحلال مشروع مربح.
وفي مصر، يلعب الدين دورًا هامًا في حياة
معظم الناس. فمنذ عصر الفراعنة، تميز المصريون بالتدين العميق سواء أكانوا
من الوثنيين أو المسلمين أو المسيحيين أو اليهود. وعلى الرغم من ذلك، فقد
تحولت المدن الكبرى في مصر مع الاستعمار إلى مراكز عالمية أكثر من كونها
مراكز دينية. واستمر ذلك الوضع حتى السبعينيات والثمانينيات من القرن
العشرين عندما اجتاحت البلاد ما أطلق عليه صحوة إسلامية، وأخذت الهوية
الإسلامية المحافظة تتغلب على الهوية القومية للمسلمين من سكان مصر.
وقد انعكست تلك الصحوة في عدد المساجد في
مصر. فطبقًا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، كان هناك في عام 1986
مسجدًا لكل 745 نسمة بالرغم من كون عدد السكان قد تضاعف تقريبًا.
واليوم، وحيث يقدر عدد المسلمين بحوالي 90%
من السكان – أي حوالي 72 مليون نسمة – فإن “عودة” الإسلام نتج عنها تدفق
المشروعات التجارية التي تهدف إلى تحقيق الربح من خلال الاهتمام المتزايد
بالمنتجات الحلال. وتسعى تلك المشروعات التجارية إلى إشباع بعض الحاجات
التي لم يكن يتم إشباعها في الماضي، وهي تتمثل في تمكين الناس من تنفيذ
أوامر الإسلام في العالم المعاصر. وسواء أكان ذلك يتعلق بارتداء ملابس
محتشمة وعصرية في الوقت ذاته أم أداء الحج بطريقة عصرية، فإن الشركات
تتنافس على مواكبة تلك السوق المزدهرة.
وقد أجرت مجلة Business Today المصرية
حوارًا مع قادة السوق في أربع صناعات ترتبط أرباحها مباشرة بالإسلام، وذلك
من أجل معرفة ماذا يحدث عندما تتداخل الدنيا مع الدين في العمل.
حجابي ستايل
بالرغم من كونهن أقلية في يوم من الأيام،
فإن المحجبات قد أصبحن الآن أغلبية ساحقة في مصر. وعندما أدرك رجال الأعمال
أن تلك السوق ذات احتمالية كبرى للاستثمار، سارعوا إلى صنع منتجات لإرضاء
احتياجات العميلات المحجبات.
وربما تكون أول الشركات استجابةً تاي شوب،
وهو محل مخصص لبيع أغطية الرأس من كافة الألوان والأنواع والأقمشة. ومن
أغطية الرأس المصنوعة من المخمل إلى تلك المصنوعة من الشيفون المرصعة
بالترتر أو الخرز، تخطفت تلك الأغطية من رفوف المحل.
وبالرغم من كونه سابقًا مجرد قطعة من القماش
تلف مرة أو مرتين حول الرأس، فقد أصبح الحجاب الآن متأثرًا بتيار الموضة،
حيث قد يستغرق ارتداء الحجاب الآن حوالي ساعة. كما أدى الحجاب أيضًا إلى
ظهور تجارات أخرى مكملة، فبعض المجلات مثل مجلة حجاب
المحلية تعرض صور فتيات يرتدين الحجاب بطرق مختلفة، كما أن تلك المجلات
تفرد صفحات خاصة لشرح كيفية تعلم ربطات جديدة للحجاب. كما دخل مصففو الشعر
أيضًا في اللعبة، حيث يمكن للمحجبة أن تقوم بزيارة مصفف الشعر لربط الحجاب
بالطريقة التي ترغب بها (مثل الحجاب الأسباني)، أو يمكنها دعوة مصممي
تسريحات الشعر المتخصصين إلى المنزل لربط الحجاب بأسعار تتراوح بين 100
جنيه و700 جنيه.
وماذا بعد الحجاب؟ الملابس بالطبع. فقد أصبح
تزويد المرأة المسلمة المحافظة باحتياجاتها مشروعًا ضخمًا، حيث لا تبيع
بعض المحلات سوى الملابس الطويلة المحتشمة ذات الرقبة العالية. ويقوم
السلام شوبينج سنتر الذي يقع بالقرب من رمسيس هيلتون بتوفير احتياجات
المحجبات حصريًا، حيث يبيع كل شيء من أحدث الصيحات إلى العباءات.
وتقوم بعض المحلات مثل سلسلة محلات المحجبة
بإصدار تصميمات جديدة كل بضعة أشهر، كما أنها تستخدم حيلاً إعلانية مثل
الاستعانة بإحدى الممثلات المشهورات اللاتي ارتدين الحجاب للإعلان عن
منتجاتها الجديدة. وعلى غرار الصحوة الإسلامية، فقد انتشر ارتداء ملابس
المحجبات ليشمل كافة قطاعات المجتمع، حيث تقوم العديد من ماركات الملابس
الشهيرة بافتتتاح محلات تباع فيها العباءات السوداء بأسعار تبدأ من 1000
جنيه.
وربما يكون أكثر المنتجات التي ظهرت لتلبية
احتياجات المحجبات نجاحًا هو القميص الضيق ذو الأكمام الطويلة والرقبة
العالية الذي يأخذ شكل الجسم ويباع بـ 60 جنيهًا. وقد حققت شركة كارينا –
المصنّع الرئيسي لذلك النوع – نجاحًا باهرًا لدرجة أن اسم الشركة أصبح
مرادفًا لذلك النوع من الثياب. وقد افتتحت الشركة 25 فرعًا في مصر خلال 3
سنوات، وهي قصة نجاح مذهلة طبقًا لهنا يوسف – مدير التسويق بشركة كارينا
التي أعلنت أن المنتج ترتديه على الأقل 90% من الفتيات والسيدات في
الجامعات الحكومية.
وقد قالت السيدة هنا يوسف “قبل أن نقوم
بصناعة كارينا، لم يكن باستطاعة المحجبات ارتداء أي شيء يرغبن فيه. لذلك
فقد صممنا القميص الضيق ذو الأكمام الطويلة والرقبة العالية الذي يأخذ شكل
الجسم والذي يمكن للمحجبات ارتداؤه تحت أي شيء يرغبن فيه ليحافظن على
احتشامهن.” وتصنع منتجات كارينا من الليكرا المستورد من سويسرا الذي يتميز
بالمسام التي تسمح للجلد بالتنفس وبكونه مطاطًا ومصنوعًا من قطعة واحدة
ويتخذ شكل الجسم.
وتقول السيدة هنا يوسف “إننا لا نستهدف
المسلمات فقط، ولكن ذلك النوع من الثياب مناسب لغير المحجبات أيضًا، فهو
يفيد أي امرأة ترغب في ارتداء ملابس محتشمة. وكل ما في الأمر أن معظم
عملائنا من المسلمات.”
ومع نجاح القميص التقليدي ذي الأكمام
الطويلة، قامت شركة كارينا على الفور بتوسيع نشاطاتها لتشمل منتجات أخرى
مماثلة، بدءًا من التي شيرت ذي الأكمام الطويلة وحتى القمصان بلا أكمام
التي ترتديها الفتيات في سن الرابعة عشرة. ويشمل خط الإنتاج الآن أكثر من
60 نوعًا من أنواع الملابس الخارجية والداخلية للنساء، بدءًا من السراويل
ومشدات الخصر حتى القمصان المرصعة ذات الأكمام الطويلة والحجاب.
وتمتلك كارينا ثلاثة مصانع وقسم لخدمة
العملاء وفريق عمل يسافر إلى إيطاليا مرتين سنويًا لحضور معارض الأزياء.
وتقول السيدة هنا يوسف أن كارينا قد تفوقت حتى على ماركة الأزياء العالمية
مانجو في صناعة السراويل الفضية والذهبية “المثيرة” منذ عامين. كما تؤكد
قائلة “إننا نفعل كل ما بوسعنا من أجل إصدار منتجات تعكس أحدث الصيحات.”
وبالرغم من أنها لم تفصح عن الرقم
تحديدًا، فإن السيدة هنا يوسف تعترف بأن ميزانية التسويق الخاصة بشركة
كارينا “ضخمة”. فقد وضعت لوحة إعلانات ضخمة فوق كوبري 6 أكتوبر لعدة شهور،
كما تنتشر إعلانات كارينا المصغرة في كل مكان وتوجد منافذ بيع كارينا
الصغيرة في كل مكان في البلاد. وطبقًا للسيدة هنا يوسف، فقد تفوقت كارينا
على منافسيها بسهولة، وهي تقول “لا أرى أن لدينا منافسين على الإطلاق، ولكن
هناك بالطبع بعض الشركات التي قامت بمحاكاتنا.”
ولأن السوق مليئة بالخيارات فيما يتعلق
بالملابس، فقد وجد التجار سوقًا مصغرة تستهدف النساء الأكثر محافظة، وهي
تتمثل في الخدمات التي تقدم للنساء فقط مثل قاعات الرياضة الخاصة بالسيدات
والشواطئ الخاصة بالسيدات ومصففي الشعر الخاصين بالسيدات والمقاهي الخاصة
بالسيدات.
وتمتلك الفنانة حنان ترك التي ارتدت الحجاب
حديثًا محل صبايا، وهو محل ومصفف شعر ومقهي للسيدات فقط. وتقول حنان ترك أن
المسيحيات وغير المحجبات غير مسموح لهن بالدخول، وذلك لأن هذا المشروع
مبني على أسس إسلامية، ويعتبر تجميل السيدة التي تكشف عن مفاتنها ضد مبادئ
الإسلام.
وتقول حنان ترك أنها تفضل التمسك
بمعتقداتها عن الربح، فهي تمنع عددًا كبيرًا من الزبائن المحتملين حفاظًا
على القيم التي تعتنقها. ولكن في حالات أخرى، يبدو أن الدافع مادي وليس
المحافظة على القيم، فبعض المشروعات تفرض أسعارًا مبالغ فيها على العملاء
الذين يرغبون في منتجات وخدمات ومواقع خاصة. فعلى سبيل المثال، تبلغ قيمة
تذكرة الدخول في شاطئ لا فام النسائي في مارينا 100 جنيه. وهذا الشاطئ لا
يسمح إلا بدخول السيدات فقط، ولكن ذلك لا علاقة له بالمبادئ الإسلامية،
فالسيدات يذهبن هناك وهن مرتديات العباءات ثم يخلعن ملابسهن ويرتدين
البكيني ويرقصن على أنغام الموسيقى، وهي الأشياء التي يعتبرها المسلمون
المحافظون تتعارض مع السلوك الإسلامي القويم.
صوت الدين
في يوم من الأيام، كانت الكتب هي المصدر
الوحيد المتاح للمعرفة الإسلامية، ولكنها كانت مرتفعة الثمن بالنسبة
للطبقة المتوسطة من المصريين وكان جزء كبير من المجتمع ما زال أميًا.
وغالبًا ما كان الرجال يفضلون ارتياد المساجد من أجل الاستماع إلى خطب
الشيوخ.
ولكن لم تكن هناك طريقة لإعادة الاستماع
للخطبة لاحقًا أو تسجيلها لمن لم يتمكنوا من الاستماع إليها. وبالرغم من
دخول الكاسيت إلى مصر في الستينيات من القرن العشرين، فلم يكن متاحًا سوى
شرائط القرآن، وذلك لأن الأزهر لم يكن يعطِ رخصة لتسجيل المحاضرات خوفًا من
انتشار مثل تلك المحاضرات. وقد نتج عن ذلك قيام الباعة بتسجيل الشرائط
بشكل منفصل وبيعها خفية. ولكن الحاج إبراهيم الطبلاوي غير كل ذلك.
أنشأ الحاج إبراهيم الطبلاوي ابن قارئ
القرآن المشهور الشيخ محمود الطبلاوي شركة مسك للتسجيلات الإسلامية في
بداية الثمانينيات من القرن العشرين من أجل تسجيل المحاضرات التي يلقيها
والده. واستمر في ذلك الطريق لفترة يقوم بتسجيل محاضرات والده وبعض الشيوخ
الآخرين من خلال معارف والده. واستمر الوضع كذلك حتى عام 1991. وفي يوم من
الأيام كان يركب السيارة مع صديق له فاستمع إلى محاضرة على شريط كاسيت عن
وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم) للشيخ محمد حسان. وعندما استفسر عن مكان
إنتاج تلك المحاضرة، وجد أنها قد أنتجت بشكل غير قانوني.
يقول الطبلاوي “لذلك فقد تساءلت لماذا
لا نفعل ذلك بشكل قانوني؟ على الأقل يجب أن نحاول. لذلك فقد أخذت الشريط
وذهبت إلى الأزهر وأخبرتهم عما أريد أن أفعله. وكانت تلك المرة الأولى التي
يفكر فيها أحد في مثل تلك الفكرة، فطلب مني المدير العام وقتًا للتفكير في
ذلك الأمر. وعندما عدت إليه بعد أسبوع، طلب مني أن ألخص النقاط الرئيسية
في الشريط وأعطيه نسختين من الورق ونسختين من الشريط. وفعلت ذلك وبعد 20
يومًَا أعطوني التصريح.”
ولكي يتفادى المشاكل، حصل الطبلاوي
أيضًا على ترخيص من وزارة الثقافة. وكانت تلك بداية تدفق الطوفان. ويقول
الطبلاوي “كان رد الفعل هائلاً.” فقد تخطف الناس شريط محاضرة الشيخ محمد
حسان، وهو الشريط الوحيد الذي كان يباع بشكل قانوني. وكتبت الصحف أنه كان
أكثر الشرائط مبيعًا في البلد.
ولكن شيئًا فشيئًا أصبح السوق متشبعًا.
وقام التجار الذين كانوا يبيعون منتجاتهم خفية بمحاكاة الطبلاوي، فأصبحت
المنافسة شديدة. وفي ذلك العام في معرض الكتاب الدولي الذي يقام سنويًا
بأرض المعارض بمدينة نصر، خصص قسم كبير للشرائط والكتب الدينية. وفي ذروة
نجاحها، كانت صناعة الشرائط تدر ربحًا للطبلاوي يبلغ 20%. ولكن لم يكن في
الإمكان تحقيق ربح أكبر من ذلك، فالشرائط الإسلامية كانت تباع بسعر يتراوح
بين 95 قرشًا و1,35 جنيهًا مقارنة بالشرائط الغنائية الأكثر ربحًا التي
تباع بسعر يتراوح بين 5 و10 جنيهات للشريط الواحد.
ويوضح الطبلاوي قائلاً “في بداية الأمر،
كان المنحنى عاليًا لأن السوق كانت جديدة، وكان هناك طفرة كبيرة في
الإنتاج. ثم قل الكم الذي تنتجه كل شركة بسبب زيادة عدد المنافسين في
السوق.”
ومع تزايد شعبية الداعية التليفزيوني عمرو
خالد في عام 2000، ازدهرت صناعة الشرائط الإسلامية. فقد هرع العديد من
الناس لشراء شرائط عمرو خالد، كما زادت مبيعات شرائط القرآن وشرائط
المحاضرات الأخرى. وبالرغم من كون حقوق النسخ لشرائط عمرو خالد محفوظة
لشركة النور، وهي قائدة السوق الحالية، فإن الأرباح تدفقت إلى منتجي
الشرائط الآخرين. وارتفعت مبيعات الشرائط بصورة جنونية، وتغير العملاء من
كبار السن في المناطق الريفية للشباب من كافة قطاعات المجتمع.
وبالرغم من ذلك، فإن العديد من الشركات
تحصل على أرباحها الآن من تصنيع الشرائط وليس من التسجيلات الجديدة للشيوخ.
وتقوم شركة مسك بتفويض شركات أخرى للإنتاج، وتحاول في الوقت ذاته إحضار
شيوخ جدد من كافة أنحاء العالم، ولكن الشركة ومنافسيها لم يعودوا يحققوا
أرباحًا كبيرة. ويقول الطبلاوي أنه مع اختراع الأقراص المضغوطة (السي دي)
التي تقصر مبيعات التسجيلات على الموسرين (وذلك لأن الريفيين ما زالوا
متمسكين بالشرائط) ومع ظهور الأقمار الصناعية، فإن تلك السوق لن تنمو أكثر
من ذلك.
ويوضح قائلا “لدينا الآن الأقمار الصناعية، وأصبح الناس لديها القدرة على الوصول للتسجيلات الصوتية والمرئية[1]
في كافة القنوات، وهم يرونهم ]الشيوخ[ كل يوم، بل يمكنهم أيضًا التحدث
إليهم على الهواء مباشرة. وحتى بالنسبة للاستماع للقرآن، هناك قناة المجد
التي يمكن للناس الاستماع للقرآن من خلالها. وهكذا، فقد اختلف الأمر." ولكي
يستمر الطبلاوي في السوق، فسوف يدخل مجال المصحف الإلكتروني المحمول، وهو
يؤكد أنه سوف يستمر في مجال إنتاج الشرائط بالرغم من تناقص الربح، وذلك
لأنه يشعر أنه "يقدم شيئًا مفيدًا للمسلمين".
ويضيف الطبلاوي قائلاً "لا يهم نوع
العمل الذي تزاوله. فقد يوجد من يطلق لحيته ويرتدي الجلباب لكنه يسرق، وما
يهم هو النية. وطالما أن المنتج الذي تقدمه ليس حرامًا، يمكنك أن تفعل أي
شيء. فعلى سبيل المثال، لا يمكنك العمل في صناعة الخمور أو القمار وفي
الوقت ذاته تدعي أنك "تعمل بضمير". وكون عملي مرتبطًا بالدين لا يجب أن
يكون أمرًا ذا بال، فيجب على المرء أن يكون أمينًا في كل ما يفعله، وعندها
يطرح الله البركة في عمله. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تعمل في مجال
العقارات، فقد تخبر أحد الأشخاص أن تلك الشقة مساحتها 200 متر بينما
مساحتها الحقيقية 150 مترًا فقط. وعليك أن تستخدم نفس المعايير في أي عمل
تقوم به. وهناك حديث نبوي شريف يقول "إن المفلس من أمتي، يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا[2