هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

descriptionإلهي لا تعذب لساناً يُخبر عنك Emptyإلهي لا تعذب لساناً يُخبر عنك

more_horiz

( إلهي لا تعذب لساناً يُخبر عنك، ولا عيناً تنظر إلى علوم تدلّ عليك
ولا يداً تكتب حديث رسولك؛ فبعزتك لا تدخلني النار )


هكذا كان ابن الجوزي - رحمه الله - يناجي ربه ، وربما ابتهل إلى ربه قائلاً

(ارحم عبرة ترقرق على ما فاتها منك ، وكبداً تحترق على بُعدها عنك )

إن الانكسار والانطراح بين يدي الله تعالى أعظم العبادات وأجلُّ القربات ؛

فالدعاء هو العبادة ؛ حيث يتضمن أنواعاً كثيرة من العبادة كإسلام الوجه لله تعالى ،

والرغبة إليه ، والاعتماد عليه والتذلل والافتقار
يقول مطرف بن عبد الله بن الشخّير رحمه الله
(تذاكرتُ : ما جماع الخير؟ فإذا الخير كثير الصيام والصلاة ،
وإذا هو في يد الله، وإذا أنت لا تقدر على ما في يد الله إلا أن تسأله فيعطيك ، فإذا جماع الخير الدعاء )

وقال سهل بن عبد الله التستري رحمه الله
( ليس بين العبد وبين ربه طريق أقرب إليه من الافتقار )
ولما كان الله تعالى لا يخلق شراً محضاً،
فإن المحن المتتابعة على أمة الإسلام في هذا العصر من أعظم أسباب اللجوء إلى الله تعالى،
والابتهال إليه .
وتحقيق التوحيد كما حرر ذلك ابن تيمية رحمه الله بقوله
( فمن تمام نعمة الله على عباده المؤمنين أن ينزل بهم الشدة والضر وما يلجئهم إلى
توحيده فيدعونه مخلصين له الدين، ويرجونه لا يرجون أحداً سواه ،
وتتعلق قلوبهم به لا بغيره ، فيحصل لهم من التوكل عليه والإنابة إليه، وحلاوة الإيمان
وذوق طعمه والبراءة من الشرك ما هو أعظم نعمة عليهم من زوال المرض والخوف، أو الجدب، أو حصول اليسر وزوال العسر في المعيشة ؛
فإن ذلك لذَّات بدنية ونِعَم دنيوية قد يحصل للكافر منها أعظم مما يحصل للمؤمن ).

وأما ما يحصل لأهل التوحيد المخلصين لله الدين فأعظم من أن يعبر عن كنهه مقال،
أو يستحضر تفصيله بال، ولكل مؤمن من ذلك نصيب بقدر إيمانه،
ولهذا قال بعض السلف:

يا ابن آدم، لقد بورك لك في حاجة أكثرت فيها من قرع باب سيدك .

وقال بعض الشيوخ:

( إنه ليكون لي إلى الله حاجة فأدعوه فيفتح لي من لذيذ معرفته وحلاوة مناجاته
ما لا أحب معه أن يعجل قضاء حاجتي خشية أن تنصرف نفسي عن ذلك )

إن الناظر إلى حالنا يرى غفلة عن الدعاء ؛ فقد ندعو الله تعالى دون إلحاح أو افتقار ،
وربما دعونا الله تعالى مع ضعف ثقة ويقين بإجابة الدعاء ، ولذا تغيب حلاوة المناجاة
ولذة الابتهال إلى رب العالمين .

وإن مما يحقق ذلك أمرين مهمين

أحدهما: أن نستحضر أسماء الله الحسنى وصفاته العلا ، فنتعبد الله تعالى بأسمائه وصفاته؛

فهو جل جلاله البرّ الكريم ،الرحمن الرحيم ، الملك القدوس السلام المؤمن المهمين العزيز الجبار المتكبر .

كما نتعرّف على الله تعالى من خلال آلائه ونعمه،

(
وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا**وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ )(النحل : 53).

والأمر الآخر: أن نستصحب في مناجاتنا فقرَنا وضعفَنا ومسكنَتَنا ، وكثرةَ ذنوبنا

وظلمَنا وتفريطنا ؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله .

أرأيت إلى دعوات الأنبياء ومناجاتهم وما تحويه من هذين الأمرين المهمين ؟

فهذا زكريا - عليه السلام -
ينادي ربه قائلاً :


قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ العَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِياًّ )(مريم : 4) .

وها هو يونس - عليه السلام - ينادي ربه في بطن الحوت فيقول:

( إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِ
لاَّ إِلَهَ نَ الظَّالِمِينَ )(الأنبياء: 87).

وكان نبينا إلهي لا تعذب لساناً يُخبر عنك Sala يقول:

فار : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت،
أعوذ بك من شر ماصنعت،
أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
]

ومما يحسن ذكره ها هنا أن عبد الملك بن مروان خطب خطبة بليغة ثم قطعها وبكى بكاء كثيراً،

ثم قال (يا رب ! إن ذنوبي عظيمة ، وإن قليل عفوك أعظم منها، اللهم فامحُ بقليل عفوك عظيم ذنوبي
.
فبلغ ذلك الحسن البصري فبكى وقال: لو كان كلامٌ يكتب بالذهب لكُتِب هذا الكلام )

وقد رئي أبو الحسين الرازي في المنام بعد موته ، فقيل له: ما فعل الله بك ؟
فقال: غفر لي بقولي عند الموت

(اللهم إني نصحت الناس قولاً، وخنت نفسي فعلاً؛ فهب خيانة فعلي لنصح قولي )


[ اللهم إنك تسمع كلامي، وترى مكاني، وتعلم سري وعلانيتي ،
ولا يخفى عليك شيء من أمري ، أنا البائس الفقير، المستغيث المستجير، الوجل المشفق،

المقر بذنبه، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل ،

وأدعوك دعاء الخائف الضرير، من خضعت لك رقبته ، وذلّ لك جسده،
ورغم لك أنفه ، اللهم لا تجعلني بدعائك رب شقياً، وكن ربي رؤوفاً رحيماً !

الحمد لله
الذي بنعمته تتم الصالحات

أُنشر تؤجر

فالدال على الخير كفاعله

descriptionإلهي لا تعذب لساناً يُخبر عنك Emptyرد: إلهي لا تعذب لساناً يُخبر عنك

more_horiz
شكرا لك على الموضوع المميز

descriptionإلهي لا تعذب لساناً يُخبر عنك Emptyرد: إلهي لا تعذب لساناً يُخبر عنك

more_horiz
[b]مرسي [على] الموضوع تستاهل تقييم و تشجيع [على]
المجهودات الرائعة

ننتظر
منكـ المزيد |
دمت مبدعا و بـــ الله

ـــاركـ
فيك
تح
ــياتي
وشكري ليك

descriptionإلهي لا تعذب لساناً يُخبر عنك Emptyرد: إلهي لا تعذب لساناً يُخبر عنك

more_horiz
جزاك الله الجنه

descriptionإلهي لا تعذب لساناً يُخبر عنك Emptyرد: إلهي لا تعذب لساناً يُخبر عنك

more_horiz
جزاك الله خيرا

descriptionإلهي لا تعذب لساناً يُخبر عنك Emptyرد: إلهي لا تعذب لساناً يُخبر عنك

more_horiz

جُزيت خيـرآ

descriptionإلهي لا تعذب لساناً يُخبر عنك Emptyرد: إلهي لا تعذب لساناً يُخبر عنك

more_horiz
مشكور

descriptionإلهي لا تعذب لساناً يُخبر عنك Emptyرد: إلهي لا تعذب لساناً يُخبر عنك

more_horiz
الله يعطيك العافيه

لاخلآلآ ولآعدمم



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

جميع الحقوق محفوظة لدليل الاشهار العربي