الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
* فإنه نتيجةلبعد كثير من المسلمين عن ربهم وجهلهم بدينهم في هذا الزمن فقد كثرت فيهمالشركيات والبدع والخرافات، ومن ضمن هذه الشركيات التي انتشرت بشكل كبيرتعظيم بعض المسلمين لمن يسمونهم بالأولياء والصالحين ودعاؤهم من دون اللهواعتقادهم أنهم ينفعون ويضرون، فعظموهم وطافوا حول قبورهم.
* ويزعمونأنهم بذلك يتوسلون بهم إلى الله لقضاء الحاجات وتفريج الكربات، ولو أنهؤلاء الناس الجهلة رجعوا إلى القرآن والسنة وفقهوا ما جاء فيهما بشأنالدعاء والتوسل لعرفوا ما هو التوسل الحقيقي المشروع ؟
* إن التوسلالحقيقي المشروع هو الذي يكون عن طريق طاعة الله وطاعة رسوله صلى اللهعليه وسلم بفعل الطاعات واجتناب المحرمات، وعن طريق التقرب إلى اللهبالأعمال الصالحة وسؤاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، فهذا هو الطريقالموصل إلى رحمة الله ومرضاته.
* أما التوسل إلىالله عن طريق : الفزع إلى قبور الموتى والطواف حولها، والترامي علىأعتابها وتقديم النذور لأصحابها، لقضاء الحاجات وتفريج الكربات فليس توسلامشروعا بل هذا هو الشرك والكفر بعينه والعياذ بالله .
* فكل من غلا في حيٍ ،أو رجل صالح، أو نحوه، وجعل له نوعا من أنواع العبادة مثل أن يقول إذا ذبحشاة: باسم سيدي، أو يعبده بالسجود له أو يدعوه من دون الله تعالى مثل أنيقول: يا سيدي فلان أغفر لي أو ارحمني أو انصرني أو ارزقني أو أغثني، أونحو ذلك من الأقوال والأفعال التي هي من خصائص الرب والتي لا تصلح إلاالله تعالى، فقد أشرك بالله شركا أكبر، فإن الله تعالى إنما أرسل الرسلوأنزل الكتب لنعبد الله وحده لا شريك له ولا نجعل مع الله إلها آخر.
* والذين كانوا يدعونمع الله آلهةً أخرى مثل اللات والعزى وغيرها لم يكونوا يعتقدون أنها تخلقالخلائق، أو أنها تنزل المطر، وإنما كانوا يعبدونها ويقولون: إنما نعبدهمليقربونا إلى الله زلفى ويقولون: هم شفعاؤنا عند الله.
* فأرسل الله رسله تنهى أن يُدعى أحد من دونه لا دعاء عبادة، ولا دعاء استغاثة، وقال تعالى: ( قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلا تَحْوِيلاً ) الإسراء: 56 وقال تعالى: (قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَمِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْفِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلا تَنفَعُالشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ) سبأ :22 فأخبر سبحانه: أن ما يُدعى من دون الله ليس له مثقال ذرة في الملك وأنه ليس له من الخلق عون يستعين به.
* ولقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد، فقال في مرض موته: (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا) وكان ذلك سدا لذريعة الوقوع في الشرك فإن من أكبر أسباب عبادة الأوثان كان بسبب تعظيم القبور بالعبادة ونحوها.
* وأما ما جاء فيتوسل عمر بن الخطاب بالعباس رضي الله عنهما، الذي قد يحتج به البعض، فإنعمر توسل بدعاء العباس لا بشخصه، والتوسل بدعاء الأشخاص غير التوسل بشخصهمبشرط أن يكونوا أحياء؛ لأن التوسل بدعاء الحي نوع من التوسل المشروع بشرطأن يكون المتوسل بدعائه رجلا صالحا. وهذا من جنس أن يطلب رجل الدعاء منرجل صالح حي ثم يطلب من الله أن يقبل دعاء هذا الرجال الصالح الحي له.
* أما الميتالذي يذهب إليه السائل ليسأل الله ببركته ويطلب منه العون قد أصبح بعدموته لا يملك لنفسه شيئا ولا يستطيع أن ينفع نفسه بعد موته فكيف ينفعغيره؟! ولا يمكن لأي إنسان يتمتع بذرة من العقل السليم يستطيع أن يقرر أنالذي مات وفقد حركته وتعطلت جوارحه يستطيع أن ينفع نفسه بعد موته فضلا عنأن ينفع غيره، وقد نفى النبي صلى الله عليه وسلم قدرة الإنسان على فعل أيشيء بعد موته فقال: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جاريةأو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) فتبين من الحديث أن الميت هو الذيبحاجة إلى من يدعو له ويستغفره له، وليس الحي هو الذي بحاجة إلى دعاءالميت، وإذا كان الحديث يقرر انقطاع عمل ابن آدم بعد موته، فكيف نعتقد أنالميت حي في قبره حياة تمكنه من الاتصال بغيره وإمداده بأي نوع منالإمدادات؟ كيف نعتقد ذلك؟! وفاقد الشيء لا يعطيه والميت لا يمكنه سماع منيدعوه مهما أطال في الدعاء قال تعالى: (وَالَّذِينَتَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْتَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوالَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمٍْ) فاطر:13،14 فنفى الله عنهم الملك وسماع الدعاء ومعلوم أن الذي لا يملكلا يعطي، وأن الذي لا يسمع لا يستجيب ولا يدري، وبينت الآية أن كل مدعو مندون الله كائنا من كان فإنه لا يستطيع أن يحقق لداعيه شيئا .
* وكل معبود من دون الله فعبادته باطلة، قال تعالى(وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْفَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنْ الظَّالِمِينَ * وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُبِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلارَادَّ لِفَضْلِهِ )الآية يونس: 106،107 ويتبين من هذه الآية أن كل مدعو من دون الله لا ينفعولا يضر، فإذا ما الفائدة من عبادته ودعائه، وهذا فيه تكذيب لأهل الخرافةالذين يقولون ذهبنا للقبر الفلاني أو دعونا الولي الفلاني وتحصل لنا مانريد، فمن قال ذلك فقد كذب على الله، ولو فرض أن حصل شيء مما يقولون فإنهحصل بأحد سببين:
1-إن كان الأمر مما يقدر عليه الخلق عادة فهذا حصل من الشياطين لأنهم دائمايحضرون عند القبور، لأنه ما من قبر أو صنم يعبد من دون الله إلا تحضرهالشياطين لتعبث في عقول الناس.
* وهؤلاء المتوسلونبالأولياء لما كانوا من جنس عباد الأوثان صار الشيطان يضلهم ويغويهم كمايضل عباد الأوثان قديما فتتصور الشياطين في صورة ذلك المستغاث به وتخاطبهمبأشياء على سبيل المكاشفة، كما تخاطب الشياطين الكهان وقد يكون بعض ذلكصدقاً، ولكن أكثره كذب، وقد تقضي بعض حاجاتهم وتدفع عنهم بعض ما يكرهونمما يقدر عليه البشر عادة، فيظن هؤلاء السذج أن الشيخ، أو الولي هو الذيخرج من قبره وفعل ذلك، وإنما هو في الحقيقة الشيطان تمثل على صورته ليضلالمشرك المستغيث به، كما تدخل الشياطين في الأصنام وتكلم عابديها وتقضيبعض حوائجهم.
2-أما إن كان الأمر مما لا يقدر عليه إلا الله كالحياة والصحة والغنىوالفقر، وغير ذلك مما هو من خصائص الله، فهذا انقضى بقدر سابق قد كتبهالله ولم يحصل ذلك ببركة دعاء صاحب القبر كما يزعمون.
* فينبغيعلى الإنسان العاقل ألا يصدق مثل هذه الخرافات، وأن يعلق قلبه بالله وينزلحاجته به حتى تقضي ولا يلتفت إلى الخلق لأن الخلق ضعفاء مساكين فيهم الجهلوالعجز، وكيف يطلب الإنسان حاجته من مخلوق مثله؟ وقد يكون ذلك المخلوقميتا أيضا لا يسمع ولا يرى ولا يملك شيئا، ولكن الشيطان يزين للناس ماكانوا يعملون.
الكرامات المزعومة
* لقد اختلطت الأمورعلى كثير من الناس اختلاطا عجيبا جعلهم يجهلون حقيقة المعجزات والكرامات،فلم يفهموها على وجهها الصحيح، ليفرقوا بين المعجزات والكرامات الحقيقيةالتي تأتي من الله وحده إتماما لرسالته إلى الناس وتأييدا لرسله أو إكرامالبعض أوليائه الصالحين الحقيقيين، لم يفرقوا بينها وبين الخرافاتوالأباطيل التي يخترعها الدجالون ويسمونها معجزات وكرامات ليضحكوا بها علىعقول الناس وليأكلوا أموالهم بالباطل .
* ولقد ظن الجهلةمن الناس أن المعجزات والكرامات من الأمور الكسبية والأفعال الاختياريةالتي تدخل في استطاعة البشر، بحيث يفعلونها من تلقاء أنفسهم وبمحضإرادتهم، وبهذا الجهل اعتقدوا أن الأولياء والصالحين يملكون القدرة علىفعل المعجزات والكرامات في أي وقت يشاءون، وما ذلك إلا بجهل الناس بربهموبحقيقة دينهم.
* ونقول لهؤلاء : إنتصوير ما يحدث من هؤلاء الدجالين على أنها معجزة أو كرامة لهذا الولي أوذلك كذب، وإنما هذه الحوادث كلها من عبث الشياطين أو من اختراع عقليةماكرة اصطنعت تلك الحوادث الوهمية وسمتها كرامات ومعجزات لتضفي على أصحابهذه القبور مهابة وإجلالا فتجعل لهم بركات ليعظمهم الناس.
* ولا يمكن لأيعاقل يحتفظ بفطرته السليمة أن يصدق أن الميت يمكنه القيام بأي عمل بعد أنخرجت روحه من بدنه وبطلت حركته وأكل الدود جسمه وأصبح عظاما بالية، منالذي يصدق مثل هذه المزاعم المفضوحة إلا إنسان جاهل ساذج!! لأن هذهالمزاعم التي يزعمونها مما يستحيل أن يفعلها الأحياء فضلا عن الأموات! فهلنلغي عقولنا التي منحنا الله لنصدق مثل هذه الخرافات؟
* إن العقول المستنيرة والفطرة السليمة ترفض بشدة تصديق مثل هذه الخرافات لما في ذلك من مخالفة لسنن الله الشرعية والكونية. قال تعالى: (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَوَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِاللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَالْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْتَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُمْبِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) آل عمران: 79،80
المشركون قديما وحديثا
* إن الكثيرينمن الناس من مرتادي القبور والمزارات يقولون: إن المشركين في الجاهليةكانوا يعبدون الأصنام، أما نحن فلا أصنام عندنا نعبدها، بل لدينا قبورلبعض المشايخ والصالحين لا نعبدها ولكننا فقط نسأل الله أن يقضي حاجاتناإكراما لهم، والعبادة غير الدعاء.
* ونقول لهؤلاء :إن طلب المدد والبركة من الميت هو في الحقيقة دعاء، كما كانت الجاهليةتدعو أصنامها تماما ولا فرق بين الصنم الذي يعبده المشركون قديما وبينالقبر الذي يعبد الناس ساكنه حديثا، فالصنم والقبر والطاغوت كلها أسماءتحمل معنى واحدا وتطلق على كل من عبد من دون الله سواء كان إنسانا حيا أوميتا أو جمادا أو حيوانا أو غير ذلك، ولما سئل المشركون قديما عن سببتوسلهم بالأصنام ودعائهم لها كان جوابهم: ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى )الزمر:3 أي وسطاء بيننا وبين الله لقضاء حاجتنا، ومن ذلك يتبين أنه لا فرقبين دعوى الجاهلية الأولى وبين عباد القبور الذين ينتسبون إلى الإسلاماليوم فغاية الجميع واحدة وهي الشرك بالله ودعاء غير الله.
شرك المحبة
* إن مجردانصراف القلب والمشاعر كلها إلى مخلوق بالحب والتعظيم فيما لا يجوز إلاالله يعتبر عبادة له، فالذين يزعمون أنهم يحبون الموتى من الأولياءوالصالحين لكنهم يعظمونهم ويقدسونهم بما يزيد عن الحد الشرعي هم فيالحقيقة يعبدونهم لأنهم من فرط حبهم له انصرفوا إليهم فجعلوا لهم الموالدوالنذور وطافوا حول قبورهم كما يطوفون حول الكعبة واستغاثوا بهم وطلبواالمدد والعون منهم، ولولا التقديس والغلو فيهم ما فعلوا كل ذلك من أجلالموتى.
* ومن غلوهميهم أيضا أنهم يحرصون على أن يحلفوا بهم صادقين بينما لا يتحرجون من أنيحلفوا بالله كاذبين هازلين، والبعض منهم قد يسمع من يسب الله تعالى فلايغضب لذلك ولا يتأثر بينما لو سمع أحدا يسب شيخه لغضب لذلك غضبا شديداأليس في ذلك غلو في أوليائهم ومشايخهم أكثر من تعظيمهم لله؟ وأن محبتهملهم غلبت محبة الله، قال تعالى: ( وَمِنْالنَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْكَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ ) البقرة:165
الله قريب من عباده
* إن الله تعالى قريب من عباده( وَإِذَاسَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِيإِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْيَرْشُدُونَ )البقر: 186 فليس بين الله وبين عباده ما يمنع من مناجاته واللجوء إليهوطلب الحاجة منه مباشرة حتى يلجأ الإنسان إلى قبور الموتى يتوسل بهمويدعوهم ليشفعوا له عند الله ويسألهم مالا يملكون ويطلب منهم ما لا يقدرونعليه.
* بل يجبعلى الإنسان أن يلجأ إلى ربه مباشرة، ويتوسل إليه التوسل المشروع وذلكبالتقرب إليه بالطاعات والأعمال الصالحة ودعائه بأسمائه الحسنى وصفاتهالعلا وأن يكون معتقدا تمام الاعتقاد أن الله تعالى هو المعز المذل المحييالمميت الرازق النافع المدبر لشؤون الحياة كلها وأن بيده وحده النفعوالضر، قال صلى الله عليه وسلم (واعلمأن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك بشيء إلا بشيء قد كتبهالله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه اللهعليك) فالفرد سواء كان حيا أو ميتا من باب أولى لن ينفع ولن يضر أحد إلا بشيء قد كتبه الله.
* لذا فيجبعلى كل من ابتلي بمثل هذه الشركيات وهذه البدع والخرافات من طواف حولالقبور وتعظيمها وسؤال أصحابها الحاجات وتفريج الكربات أن يتوب إلى اللهمن هذا العمل الفاسد الذي هو في الحقيقة شرك بالله وصاحبه مخلد في الناروالعياذ بالله . قال تعالى: ( إِنَّهُمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَوَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ )المائدة 72 وأن يخلص العبادة لله وحده لا شريك له في كل شأن من شؤون حياتهوأن يعبد الله بما شرعه إن كان صادقا في إسلامه وألا يلتفت لأحد من الخلقكائنا من كان لا في دعاء ولا غيره مما لا يقدر عليه إلا الله وأن يلتزمكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وألا يخالط أهل البدع وأهل الشركلئلا يتأثر بهم ويقلدهم فيهلك معهم ويخسر الدنيا والآخرة والله أعلم .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
* فإنه نتيجةلبعد كثير من المسلمين عن ربهم وجهلهم بدينهم في هذا الزمن فقد كثرت فيهمالشركيات والبدع والخرافات، ومن ضمن هذه الشركيات التي انتشرت بشكل كبيرتعظيم بعض المسلمين لمن يسمونهم بالأولياء والصالحين ودعاؤهم من دون اللهواعتقادهم أنهم ينفعون ويضرون، فعظموهم وطافوا حول قبورهم.
* ويزعمونأنهم بذلك يتوسلون بهم إلى الله لقضاء الحاجات وتفريج الكربات، ولو أنهؤلاء الناس الجهلة رجعوا إلى القرآن والسنة وفقهوا ما جاء فيهما بشأنالدعاء والتوسل لعرفوا ما هو التوسل الحقيقي المشروع ؟
* إن التوسلالحقيقي المشروع هو الذي يكون عن طريق طاعة الله وطاعة رسوله صلى اللهعليه وسلم بفعل الطاعات واجتناب المحرمات، وعن طريق التقرب إلى اللهبالأعمال الصالحة وسؤاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، فهذا هو الطريقالموصل إلى رحمة الله ومرضاته.
* أما التوسل إلىالله عن طريق : الفزع إلى قبور الموتى والطواف حولها، والترامي علىأعتابها وتقديم النذور لأصحابها، لقضاء الحاجات وتفريج الكربات فليس توسلامشروعا بل هذا هو الشرك والكفر بعينه والعياذ بالله .
* فكل من غلا في حيٍ ،أو رجل صالح، أو نحوه، وجعل له نوعا من أنواع العبادة مثل أن يقول إذا ذبحشاة: باسم سيدي، أو يعبده بالسجود له أو يدعوه من دون الله تعالى مثل أنيقول: يا سيدي فلان أغفر لي أو ارحمني أو انصرني أو ارزقني أو أغثني، أونحو ذلك من الأقوال والأفعال التي هي من خصائص الرب والتي لا تصلح إلاالله تعالى، فقد أشرك بالله شركا أكبر، فإن الله تعالى إنما أرسل الرسلوأنزل الكتب لنعبد الله وحده لا شريك له ولا نجعل مع الله إلها آخر.
* والذين كانوا يدعونمع الله آلهةً أخرى مثل اللات والعزى وغيرها لم يكونوا يعتقدون أنها تخلقالخلائق، أو أنها تنزل المطر، وإنما كانوا يعبدونها ويقولون: إنما نعبدهمليقربونا إلى الله زلفى ويقولون: هم شفعاؤنا عند الله.
* فأرسل الله رسله تنهى أن يُدعى أحد من دونه لا دعاء عبادة، ولا دعاء استغاثة، وقال تعالى: ( قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلا تَحْوِيلاً ) الإسراء: 56 وقال تعالى: (قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَمِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْفِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلا تَنفَعُالشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ) سبأ :22 فأخبر سبحانه: أن ما يُدعى من دون الله ليس له مثقال ذرة في الملك وأنه ليس له من الخلق عون يستعين به.
* ولقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد، فقال في مرض موته: (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا) وكان ذلك سدا لذريعة الوقوع في الشرك فإن من أكبر أسباب عبادة الأوثان كان بسبب تعظيم القبور بالعبادة ونحوها.
* وأما ما جاء فيتوسل عمر بن الخطاب بالعباس رضي الله عنهما، الذي قد يحتج به البعض، فإنعمر توسل بدعاء العباس لا بشخصه، والتوسل بدعاء الأشخاص غير التوسل بشخصهمبشرط أن يكونوا أحياء؛ لأن التوسل بدعاء الحي نوع من التوسل المشروع بشرطأن يكون المتوسل بدعائه رجلا صالحا. وهذا من جنس أن يطلب رجل الدعاء منرجل صالح حي ثم يطلب من الله أن يقبل دعاء هذا الرجال الصالح الحي له.
* أما الميتالذي يذهب إليه السائل ليسأل الله ببركته ويطلب منه العون قد أصبح بعدموته لا يملك لنفسه شيئا ولا يستطيع أن ينفع نفسه بعد موته فكيف ينفعغيره؟! ولا يمكن لأي إنسان يتمتع بذرة من العقل السليم يستطيع أن يقرر أنالذي مات وفقد حركته وتعطلت جوارحه يستطيع أن ينفع نفسه بعد موته فضلا عنأن ينفع غيره، وقد نفى النبي صلى الله عليه وسلم قدرة الإنسان على فعل أيشيء بعد موته فقال: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جاريةأو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) فتبين من الحديث أن الميت هو الذيبحاجة إلى من يدعو له ويستغفره له، وليس الحي هو الذي بحاجة إلى دعاءالميت، وإذا كان الحديث يقرر انقطاع عمل ابن آدم بعد موته، فكيف نعتقد أنالميت حي في قبره حياة تمكنه من الاتصال بغيره وإمداده بأي نوع منالإمدادات؟ كيف نعتقد ذلك؟! وفاقد الشيء لا يعطيه والميت لا يمكنه سماع منيدعوه مهما أطال في الدعاء قال تعالى: (وَالَّذِينَتَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْتَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوالَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمٍْ) فاطر:13،14 فنفى الله عنهم الملك وسماع الدعاء ومعلوم أن الذي لا يملكلا يعطي، وأن الذي لا يسمع لا يستجيب ولا يدري، وبينت الآية أن كل مدعو مندون الله كائنا من كان فإنه لا يستطيع أن يحقق لداعيه شيئا .
* وكل معبود من دون الله فعبادته باطلة، قال تعالى(وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْفَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنْ الظَّالِمِينَ * وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُبِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلارَادَّ لِفَضْلِهِ )الآية يونس: 106،107 ويتبين من هذه الآية أن كل مدعو من دون الله لا ينفعولا يضر، فإذا ما الفائدة من عبادته ودعائه، وهذا فيه تكذيب لأهل الخرافةالذين يقولون ذهبنا للقبر الفلاني أو دعونا الولي الفلاني وتحصل لنا مانريد، فمن قال ذلك فقد كذب على الله، ولو فرض أن حصل شيء مما يقولون فإنهحصل بأحد سببين:
1-إن كان الأمر مما يقدر عليه الخلق عادة فهذا حصل من الشياطين لأنهم دائمايحضرون عند القبور، لأنه ما من قبر أو صنم يعبد من دون الله إلا تحضرهالشياطين لتعبث في عقول الناس.
* وهؤلاء المتوسلونبالأولياء لما كانوا من جنس عباد الأوثان صار الشيطان يضلهم ويغويهم كمايضل عباد الأوثان قديما فتتصور الشياطين في صورة ذلك المستغاث به وتخاطبهمبأشياء على سبيل المكاشفة، كما تخاطب الشياطين الكهان وقد يكون بعض ذلكصدقاً، ولكن أكثره كذب، وقد تقضي بعض حاجاتهم وتدفع عنهم بعض ما يكرهونمما يقدر عليه البشر عادة، فيظن هؤلاء السذج أن الشيخ، أو الولي هو الذيخرج من قبره وفعل ذلك، وإنما هو في الحقيقة الشيطان تمثل على صورته ليضلالمشرك المستغيث به، كما تدخل الشياطين في الأصنام وتكلم عابديها وتقضيبعض حوائجهم.
2-أما إن كان الأمر مما لا يقدر عليه إلا الله كالحياة والصحة والغنىوالفقر، وغير ذلك مما هو من خصائص الله، فهذا انقضى بقدر سابق قد كتبهالله ولم يحصل ذلك ببركة دعاء صاحب القبر كما يزعمون.
* فينبغيعلى الإنسان العاقل ألا يصدق مثل هذه الخرافات، وأن يعلق قلبه بالله وينزلحاجته به حتى تقضي ولا يلتفت إلى الخلق لأن الخلق ضعفاء مساكين فيهم الجهلوالعجز، وكيف يطلب الإنسان حاجته من مخلوق مثله؟ وقد يكون ذلك المخلوقميتا أيضا لا يسمع ولا يرى ولا يملك شيئا، ولكن الشيطان يزين للناس ماكانوا يعملون.
الكرامات المزعومة
* لقد اختلطت الأمورعلى كثير من الناس اختلاطا عجيبا جعلهم يجهلون حقيقة المعجزات والكرامات،فلم يفهموها على وجهها الصحيح، ليفرقوا بين المعجزات والكرامات الحقيقيةالتي تأتي من الله وحده إتماما لرسالته إلى الناس وتأييدا لرسله أو إكرامالبعض أوليائه الصالحين الحقيقيين، لم يفرقوا بينها وبين الخرافاتوالأباطيل التي يخترعها الدجالون ويسمونها معجزات وكرامات ليضحكوا بها علىعقول الناس وليأكلوا أموالهم بالباطل .
* ولقد ظن الجهلةمن الناس أن المعجزات والكرامات من الأمور الكسبية والأفعال الاختياريةالتي تدخل في استطاعة البشر، بحيث يفعلونها من تلقاء أنفسهم وبمحضإرادتهم، وبهذا الجهل اعتقدوا أن الأولياء والصالحين يملكون القدرة علىفعل المعجزات والكرامات في أي وقت يشاءون، وما ذلك إلا بجهل الناس بربهموبحقيقة دينهم.
* ونقول لهؤلاء : إنتصوير ما يحدث من هؤلاء الدجالين على أنها معجزة أو كرامة لهذا الولي أوذلك كذب، وإنما هذه الحوادث كلها من عبث الشياطين أو من اختراع عقليةماكرة اصطنعت تلك الحوادث الوهمية وسمتها كرامات ومعجزات لتضفي على أصحابهذه القبور مهابة وإجلالا فتجعل لهم بركات ليعظمهم الناس.
* ولا يمكن لأيعاقل يحتفظ بفطرته السليمة أن يصدق أن الميت يمكنه القيام بأي عمل بعد أنخرجت روحه من بدنه وبطلت حركته وأكل الدود جسمه وأصبح عظاما بالية، منالذي يصدق مثل هذه المزاعم المفضوحة إلا إنسان جاهل ساذج!! لأن هذهالمزاعم التي يزعمونها مما يستحيل أن يفعلها الأحياء فضلا عن الأموات! فهلنلغي عقولنا التي منحنا الله لنصدق مثل هذه الخرافات؟
* إن العقول المستنيرة والفطرة السليمة ترفض بشدة تصديق مثل هذه الخرافات لما في ذلك من مخالفة لسنن الله الشرعية والكونية. قال تعالى: (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَوَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِاللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَالْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْتَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُمْبِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) آل عمران: 79،80
المشركون قديما وحديثا
* إن الكثيرينمن الناس من مرتادي القبور والمزارات يقولون: إن المشركين في الجاهليةكانوا يعبدون الأصنام، أما نحن فلا أصنام عندنا نعبدها، بل لدينا قبورلبعض المشايخ والصالحين لا نعبدها ولكننا فقط نسأل الله أن يقضي حاجاتناإكراما لهم، والعبادة غير الدعاء.
* ونقول لهؤلاء :إن طلب المدد والبركة من الميت هو في الحقيقة دعاء، كما كانت الجاهليةتدعو أصنامها تماما ولا فرق بين الصنم الذي يعبده المشركون قديما وبينالقبر الذي يعبد الناس ساكنه حديثا، فالصنم والقبر والطاغوت كلها أسماءتحمل معنى واحدا وتطلق على كل من عبد من دون الله سواء كان إنسانا حيا أوميتا أو جمادا أو حيوانا أو غير ذلك، ولما سئل المشركون قديما عن سببتوسلهم بالأصنام ودعائهم لها كان جوابهم: ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى )الزمر:3 أي وسطاء بيننا وبين الله لقضاء حاجتنا، ومن ذلك يتبين أنه لا فرقبين دعوى الجاهلية الأولى وبين عباد القبور الذين ينتسبون إلى الإسلاماليوم فغاية الجميع واحدة وهي الشرك بالله ودعاء غير الله.
شرك المحبة
* إن مجردانصراف القلب والمشاعر كلها إلى مخلوق بالحب والتعظيم فيما لا يجوز إلاالله يعتبر عبادة له، فالذين يزعمون أنهم يحبون الموتى من الأولياءوالصالحين لكنهم يعظمونهم ويقدسونهم بما يزيد عن الحد الشرعي هم فيالحقيقة يعبدونهم لأنهم من فرط حبهم له انصرفوا إليهم فجعلوا لهم الموالدوالنذور وطافوا حول قبورهم كما يطوفون حول الكعبة واستغاثوا بهم وطلبواالمدد والعون منهم، ولولا التقديس والغلو فيهم ما فعلوا كل ذلك من أجلالموتى.
* ومن غلوهميهم أيضا أنهم يحرصون على أن يحلفوا بهم صادقين بينما لا يتحرجون من أنيحلفوا بالله كاذبين هازلين، والبعض منهم قد يسمع من يسب الله تعالى فلايغضب لذلك ولا يتأثر بينما لو سمع أحدا يسب شيخه لغضب لذلك غضبا شديداأليس في ذلك غلو في أوليائهم ومشايخهم أكثر من تعظيمهم لله؟ وأن محبتهملهم غلبت محبة الله، قال تعالى: ( وَمِنْالنَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْكَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ ) البقرة:165
الله قريب من عباده
* إن الله تعالى قريب من عباده( وَإِذَاسَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِيإِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْيَرْشُدُونَ )البقر: 186 فليس بين الله وبين عباده ما يمنع من مناجاته واللجوء إليهوطلب الحاجة منه مباشرة حتى يلجأ الإنسان إلى قبور الموتى يتوسل بهمويدعوهم ليشفعوا له عند الله ويسألهم مالا يملكون ويطلب منهم ما لا يقدرونعليه.
* بل يجبعلى الإنسان أن يلجأ إلى ربه مباشرة، ويتوسل إليه التوسل المشروع وذلكبالتقرب إليه بالطاعات والأعمال الصالحة ودعائه بأسمائه الحسنى وصفاتهالعلا وأن يكون معتقدا تمام الاعتقاد أن الله تعالى هو المعز المذل المحييالمميت الرازق النافع المدبر لشؤون الحياة كلها وأن بيده وحده النفعوالضر، قال صلى الله عليه وسلم (واعلمأن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك بشيء إلا بشيء قد كتبهالله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه اللهعليك) فالفرد سواء كان حيا أو ميتا من باب أولى لن ينفع ولن يضر أحد إلا بشيء قد كتبه الله.
* لذا فيجبعلى كل من ابتلي بمثل هذه الشركيات وهذه البدع والخرافات من طواف حولالقبور وتعظيمها وسؤال أصحابها الحاجات وتفريج الكربات أن يتوب إلى اللهمن هذا العمل الفاسد الذي هو في الحقيقة شرك بالله وصاحبه مخلد في الناروالعياذ بالله . قال تعالى: ( إِنَّهُمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَوَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ )المائدة 72 وأن يخلص العبادة لله وحده لا شريك له في كل شأن من شؤون حياتهوأن يعبد الله بما شرعه إن كان صادقا في إسلامه وألا يلتفت لأحد من الخلقكائنا من كان لا في دعاء ولا غيره مما لا يقدر عليه إلا الله وأن يلتزمكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وألا يخالط أهل البدع وأهل الشركلئلا يتأثر بهم ويقلدهم فيهلك معهم ويخسر الدنيا والآخرة والله أعلم .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .