بسـم الله الرحمـن الرحيـم..
السلامُ عليكمُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه
ذكر الشيخ صالح بن عواد المغامسي حفظه الله ومتع بعلمه فائدة نفيسة في برنامج (محاسن التأويل)في تفسيره لسورة (طـــه)ونصها:
كان جبريل –عليه السلام- يضع الطين في فم فرعون مخافة أن يقول كلمة يستدربها رحمة الله،.... فالمقصود أن الله –تعالى- تستدر رحمته ويستجلب ماعنده من الفضل والإحسان بكثرة الثناء عليه، وانكسار العبد بين يديه، وهذا الأمر مظنة أن يأتي فرعون بما يستجلب به رحمة الله وإلا لوتقرر عند جبريل-عليه السلام- أن الله لن يرحم فرعون ماكان هناك حاجةأن يضع جبريل في فمه الطين، وهذا يدل على أن رحمة الله واسعة وأنه لايهلك على الله إلا هالك. وأن العاجز حقاً من لم يجد ألفاظً ولا كلمات يُعبرُ بها عن مسكنتهِ وانكسارهِ بين يدي الرب تبارك وتعالى وتعظيمُك لله جل وعلا لابُد أن يُلازمهُ عدم مُبالغتك في الخلق
ولهذا....تخرُجُ منا أحياناً من غير شُعور كلمات نقُولها لمن نُحب فيها التعظيم دون أن نشعُرفنسمعُ البعض إذا ألقى كلمة في محفل أو أمام أميرٍ أو ذي سُلطان يقول:
إن الكلمات تقصُر وأن العبارات تعجز
وهذا خطاٌ محضٌ بل خطاٌ عظيم ...فإذاوسعت ألفاظ العربية مدح الرب جل وعلا فمن باب أولى وأحرى تسع مدح غيرهِ.
فالناس إذا وصلوا إلى من بيدهِ العطاياأومن يُخشى منه نسو أمراً من جانب الله لكن الإنسان يكونُ متوازن يعرفُ لأهل القدرِ قدرهم ولأهل الفضلِ فضلهم لكنهُ يبقى مُعظماً التعظيم المُطلق للرب تبارك وتعالى .
يقول حافظ إبراهيم عن اللُغة العربية :
وسعتُ كتاب الله لفظاً وغايةً *//* وما ضقتُ عن آيً بهِ وعظاتِ
فكيف أضيقُ اليوم عن وصف آلةٍ *//* وتنسيق أسماءٍلمُخترعاتِ
والمقصود :
أن الله جل وعلا جعل قُرآنهُ بلسانٍ عربي وهو الذي فيهِ الثناء على ذاتهِ العطرة جل وعلا
فكيف بالثناء على المخلوقين من باب أولى أن تتسع اللُغة ويوجد من العبارات والألفاظ ما نمدحُ بهِ من نُحب أو
نُجلّ أونُعظّم أو نخشى
والله تعالى أجل وأعلم ..
منقول[center]