في ثاني أفلام بطولته المطلقة، وهو فيلم "طير أنت".. يستعرض الفنان أحمد مكي قدراته الفنية عبر تنوع تجسيده للشخصيات السبع التي عرض من خلالها فواصل كوميدية جيدة في معظمها، موجها من خلالها انتقادات للواقع المصري اجتماعيا وسياسيا.
كما فعل نجوم الكوميديا الجدد بتقديم شخصيات عدة في الفيلم الواحد، خصوصا الفنان محمد سعد وأحمد حلمي ومحمد هنيدي، قام مكي بتجاوزهم جميعا من خلال تقديم 7 شخصيات مختلفة في الفيلم، في حين لم يتجاوز الآخرون الثلاث أو الأربع شخصيات، تأكيدا على امتلاكه ناصية التمثيل والكوميديا، على الرغم من تصريحاته المتكررة بأن التمثيل هو عمل، في حين أن اتجاهه الأساسي هو الإخراج.
الفيلم -كما أعلن مخرجه أحمد الجندي- مقتبس عن الفيلم الأمريكي "بي دازيلد" برغم أنه يُعتبر قصة الفنان أحمد مكي، وقام بكتابة السيناريو عمر طاهر، ويقدم من خلاله مكي 7 شخصيات في فصول مختلفة يعرض من خلالها رؤية ساخرة لأكثر من حالة اجتماعية وسياسية، ويجمع بين فصولها شخصية الفنانة دنيا غانم المرأة التي تدفع بطل الفيلم للبحث عن شخصيته وعالمه الداخلي، والفنان ماجد الكدواني في دور العفريت والوسيلة التي تساعد البطل للوصول وإلى غايته.
انتقادات ساخرة
برغم قيام الرقابة على المصنفات الفنية بحذف مشاهد عن التعذيب في أقسام الشرطة، واعتراضها على الكثير من الجمل، بما في ذلك اسم مكي في الفيلم "بهيج"؛ باعتباره يحمل إيحاءات جنسية.. فإن الفيلم استطاع أن يقدم بعض الانتقادات الساخرة منذ بداية الأحداث حتى نهايتها.
ويصور الفيلم في مشاهده الأولى بهيج، وهو يروي تاريخه العائلي وظروف نشأته، فهو يتيم الأبوين منذ طفولته بعد أن ذهب والداه ضحية حادثة سير لم ينج أحد منها إلا هو.. وتولاه جده بالتربية وصولا لحصوله على شهادة طبيب بيطري يعيش وحيدا بعد وفاة جده، علما بأنه غير قادر على التواصل مع الناس.
إلا أن ظهور دنيا غانم في عالمه يغير حياته ويسعى للوصول إليها بأي طريقة، ويتزامن ذلك مع "صدفة" كوميدية ساخرة، وهي ظهور ماجد الكدواني بشخصية عفريت يسعى للانتهاء من دارسته الإعدادية بعد أن أمضى بها 120 عاما بما تحمله هذه الإشارة من تهكم على النظام التعليمي، وقد اختار شخصية مكي لمساعدته كمشروع لتخرجه الدراسي.
وهنا تبدأ رحلة مكي في تقديم الشخصيات المختلفة سعيا للوصول إلى قلب دنيا غانم بمساعدة العفريت، فيقدم شخصية الشاب غير المبالي الذي لا يهتم إلا بالرقص والموضة، منتقدا من خلاله التحرر الشكلي الذي تمثله مثل هذه الشخصيات دون أي عمق إنساني.
7 شخصيات
مكي كان ناجحا في تقديم الصورة اللامبالية في الشخصية الأولى التي يقدم فيها انتقادات لنوعية من أبناء الطبقة المتوسطة والعليا التي لا تملك أي اهتمام سوى مظهرها ولامبالاتها إلا اتجاه الأمور التافهة مثل الحصول على لقب "مستر إيجبت" في مسابقات جمال الرجال. وهو أيضًا نفس النجاح الذي قدمه كبلطجي يمثل شخصية عتريس في فيلم "شيء من الخوف" الذي قدمه محمود مرسي إلى جانب شادية بنوع من السخرية العالية التي تقدم تحية لواحد من أجمل الأفلام المصرية التي أثارت جدالا وخلافا وقت عرضها أول الستينيات من القرن الماضي بعد أن سمح له رئيس الجمهورية في تلك الفترة من عرضه بعد أن اعترضت الرقابة عليه، ومنعته من العرض.
ولكن لا نستطيع القول إن الفيلم نجح في تقديم الشخصية الخليجية التي استخدمها هنا لإبراز أن البعض يعتقد أنه يستطيع شراء أي إنسان بأمواله لأنه -حسب الناقدة علا الشافعي- "يقدم شخصية نمطية للخليجيين تجاوزها الزمن، فما كان يصلح في الثمانينيات من القرن الماضي لا يمكن له أن يصلح الآن".
وتشير إلى "وجود مصريين أصبحوا ينفقون أموالا لا مبرر لها بحكم الامتلاك مثلما لاحظنا في الفترة الأخيرة من بعض حفلات زواج رجال أعمال من فنانات ومن خلال حادثة مقتل سوزان تميم".
هذا أيضًا ينطبق على الشخصية التي قدم فيها مكي شخصية مدرب المنتخب القومي المصري حسن شحاتة، وتردده في اتخاذ القرارات؛ حيث لم يعط الشخصية حقها ولم يقدم رؤية انتقادية أو دعما للمنتخب الوطني، خصوصا أن موضوع كرة القدم من أكثر المواضيع جذبا للمصريين.
وجاء تقديمه لشخصية دبور التي قدم من خلالها أول أفلامه "اتش دبور" أيضًا مختصرا وتعبيرا فنيا أيضًا عن سمات بعض أبناء الطبقة المتوسطة التي لا تهتم إلا بمتعتها الشخصية وعدم اكتراثها بمن حولها.
بهيج ودينا
في كل هذه الشخصيات شكلت شخصية بهيج ودينا غانم البطولات الأساسية في حين شكل الكدواني حلقة الربط والانتقال بين مشهد وآخر، والهدف من كل ذلك "بحث الإنسان عن شخصيته الحقيقية التي تعبر فعلا عنه، فهذا هو سر النجاح لأي إنسان".
هذه الانتقالات التي تعرضت لها الشخصية كانت رحلة اختبارية له لإدراك عالمه الداخلي وقبوله بشخصيته مع وجود تطورات جعلت من الممكن أن تحول اهتمامه بالحيوانات في حديقة الحيوانات في القاهرة إلى باحثٍ ينقذ كلب الفتاة التي أحبها والتي استطاع أن يصل إلى نهايته السعيدة معها بقليلٍ من الفهم عبّرت عنها مساعدة العفريت الكدواني له في المشاهد الأخيرة.
الفيلم بمجمله -حسب الشافعي- "مسلٍ ومضحك"، ويؤكد أن أبطال الفيلم استطاعوا أن يقدموا أداء متميزا، خصوصا دينا غانم وماجد الكدواني، في حين تميز مكي في مشاهد وكان مبالغا في مشاهد أخرى، إلا أن هذا يشكل جرس تحذير؛ لأنه لا داعي لأن يقوم بطل الفيلم بأداء جميع الشخصيات، والبحث عن أفلام البطولة الجماعية".
وتتابع "لأن البطولة الجماعية تؤكد خدمة الفكرة، في حين أن البطولة الفردية تركز على خدمة تلميع النجم، وفيما بعد فقدان جمهوره، وبعض التجارب الحديثة أمامنا ومن بينها تجربة الفنان محمد سعد تشير إلى ضرورة تجنب الاستمرار في هذه النوعية من الأفلام برغم أنها مسلية في بدايتها إلا أنها مملة في تكرارها".
كما فعل نجوم الكوميديا الجدد بتقديم شخصيات عدة في الفيلم الواحد، خصوصا الفنان محمد سعد وأحمد حلمي ومحمد هنيدي، قام مكي بتجاوزهم جميعا من خلال تقديم 7 شخصيات مختلفة في الفيلم، في حين لم يتجاوز الآخرون الثلاث أو الأربع شخصيات، تأكيدا على امتلاكه ناصية التمثيل والكوميديا، على الرغم من تصريحاته المتكررة بأن التمثيل هو عمل، في حين أن اتجاهه الأساسي هو الإخراج.
الفيلم -كما أعلن مخرجه أحمد الجندي- مقتبس عن الفيلم الأمريكي "بي دازيلد" برغم أنه يُعتبر قصة الفنان أحمد مكي، وقام بكتابة السيناريو عمر طاهر، ويقدم من خلاله مكي 7 شخصيات في فصول مختلفة يعرض من خلالها رؤية ساخرة لأكثر من حالة اجتماعية وسياسية، ويجمع بين فصولها شخصية الفنانة دنيا غانم المرأة التي تدفع بطل الفيلم للبحث عن شخصيته وعالمه الداخلي، والفنان ماجد الكدواني في دور العفريت والوسيلة التي تساعد البطل للوصول وإلى غايته.
انتقادات ساخرة
برغم قيام الرقابة على المصنفات الفنية بحذف مشاهد عن التعذيب في أقسام الشرطة، واعتراضها على الكثير من الجمل، بما في ذلك اسم مكي في الفيلم "بهيج"؛ باعتباره يحمل إيحاءات جنسية.. فإن الفيلم استطاع أن يقدم بعض الانتقادات الساخرة منذ بداية الأحداث حتى نهايتها.
ويصور الفيلم في مشاهده الأولى بهيج، وهو يروي تاريخه العائلي وظروف نشأته، فهو يتيم الأبوين منذ طفولته بعد أن ذهب والداه ضحية حادثة سير لم ينج أحد منها إلا هو.. وتولاه جده بالتربية وصولا لحصوله على شهادة طبيب بيطري يعيش وحيدا بعد وفاة جده، علما بأنه غير قادر على التواصل مع الناس.
إلا أن ظهور دنيا غانم في عالمه يغير حياته ويسعى للوصول إليها بأي طريقة، ويتزامن ذلك مع "صدفة" كوميدية ساخرة، وهي ظهور ماجد الكدواني بشخصية عفريت يسعى للانتهاء من دارسته الإعدادية بعد أن أمضى بها 120 عاما بما تحمله هذه الإشارة من تهكم على النظام التعليمي، وقد اختار شخصية مكي لمساعدته كمشروع لتخرجه الدراسي.
وهنا تبدأ رحلة مكي في تقديم الشخصيات المختلفة سعيا للوصول إلى قلب دنيا غانم بمساعدة العفريت، فيقدم شخصية الشاب غير المبالي الذي لا يهتم إلا بالرقص والموضة، منتقدا من خلاله التحرر الشكلي الذي تمثله مثل هذه الشخصيات دون أي عمق إنساني.
7 شخصيات
مكي كان ناجحا في تقديم الصورة اللامبالية في الشخصية الأولى التي يقدم فيها انتقادات لنوعية من أبناء الطبقة المتوسطة والعليا التي لا تملك أي اهتمام سوى مظهرها ولامبالاتها إلا اتجاه الأمور التافهة مثل الحصول على لقب "مستر إيجبت" في مسابقات جمال الرجال. وهو أيضًا نفس النجاح الذي قدمه كبلطجي يمثل شخصية عتريس في فيلم "شيء من الخوف" الذي قدمه محمود مرسي إلى جانب شادية بنوع من السخرية العالية التي تقدم تحية لواحد من أجمل الأفلام المصرية التي أثارت جدالا وخلافا وقت عرضها أول الستينيات من القرن الماضي بعد أن سمح له رئيس الجمهورية في تلك الفترة من عرضه بعد أن اعترضت الرقابة عليه، ومنعته من العرض.
ولكن لا نستطيع القول إن الفيلم نجح في تقديم الشخصية الخليجية التي استخدمها هنا لإبراز أن البعض يعتقد أنه يستطيع شراء أي إنسان بأمواله لأنه -حسب الناقدة علا الشافعي- "يقدم شخصية نمطية للخليجيين تجاوزها الزمن، فما كان يصلح في الثمانينيات من القرن الماضي لا يمكن له أن يصلح الآن".
وتشير إلى "وجود مصريين أصبحوا ينفقون أموالا لا مبرر لها بحكم الامتلاك مثلما لاحظنا في الفترة الأخيرة من بعض حفلات زواج رجال أعمال من فنانات ومن خلال حادثة مقتل سوزان تميم".
هذا أيضًا ينطبق على الشخصية التي قدم فيها مكي شخصية مدرب المنتخب القومي المصري حسن شحاتة، وتردده في اتخاذ القرارات؛ حيث لم يعط الشخصية حقها ولم يقدم رؤية انتقادية أو دعما للمنتخب الوطني، خصوصا أن موضوع كرة القدم من أكثر المواضيع جذبا للمصريين.
وجاء تقديمه لشخصية دبور التي قدم من خلالها أول أفلامه "اتش دبور" أيضًا مختصرا وتعبيرا فنيا أيضًا عن سمات بعض أبناء الطبقة المتوسطة التي لا تهتم إلا بمتعتها الشخصية وعدم اكتراثها بمن حولها.
بهيج ودينا
في كل هذه الشخصيات شكلت شخصية بهيج ودينا غانم البطولات الأساسية في حين شكل الكدواني حلقة الربط والانتقال بين مشهد وآخر، والهدف من كل ذلك "بحث الإنسان عن شخصيته الحقيقية التي تعبر فعلا عنه، فهذا هو سر النجاح لأي إنسان".
هذه الانتقالات التي تعرضت لها الشخصية كانت رحلة اختبارية له لإدراك عالمه الداخلي وقبوله بشخصيته مع وجود تطورات جعلت من الممكن أن تحول اهتمامه بالحيوانات في حديقة الحيوانات في القاهرة إلى باحثٍ ينقذ كلب الفتاة التي أحبها والتي استطاع أن يصل إلى نهايته السعيدة معها بقليلٍ من الفهم عبّرت عنها مساعدة العفريت الكدواني له في المشاهد الأخيرة.
الفيلم بمجمله -حسب الشافعي- "مسلٍ ومضحك"، ويؤكد أن أبطال الفيلم استطاعوا أن يقدموا أداء متميزا، خصوصا دينا غانم وماجد الكدواني، في حين تميز مكي في مشاهد وكان مبالغا في مشاهد أخرى، إلا أن هذا يشكل جرس تحذير؛ لأنه لا داعي لأن يقوم بطل الفيلم بأداء جميع الشخصيات، والبحث عن أفلام البطولة الجماعية".
وتتابع "لأن البطولة الجماعية تؤكد خدمة الفكرة، في حين أن البطولة الفردية تركز على خدمة تلميع النجم، وفيما بعد فقدان جمهوره، وبعض التجارب الحديثة أمامنا ومن بينها تجربة الفنان محمد سعد تشير إلى ضرورة تجنب الاستمرار في هذه النوعية من الأفلام برغم أنها مسلية في بدايتها إلا أنها مملة في تكرارها".