أخبر الله عن نبينا محمد (صلى الله عليه
وآله وسلم)وأصحابه فقال تعالى: (إِذْتسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ
لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ).
استغاثة لجاءة إلى الله، شكوى وصلة بالله سبحانه وتعالى. وهكذا أيها
الأحبةِ حينما نستعرضُ حياةَ الرسلِ جميعاً، كما قصها علينا القرآن الكريم،
نرى أن الابتلاء والامتحان كان مادتُها وماُئها، وأن الصبرَ وحسنُ الصلةِ
بالله ودوام الالتجاءِ وكثرةُ الدعاءِ وحلاوة الشكوى كان قوَمُها.وما أشرنا
إليه إنما هي نماذج من الاستجابة للدعاء، ومن في كتب السير والتفاسير وقف
على شدةِ البلاء الذي أصاب الأنبياء، وعلم أن الاستجابةَ جاءت بعد إلحاحٍ
ودعاء، واستغاثةٍ ونداء.إنها آياتُ بينات وبراهينُ واضحات، تقول بل وتعلن
أن من توكلَ واعتمد على الله، وأحسن الصلة بمولاه استجاب الله دعاه،
وحفظه ورعاه، فإن لم يكن ذلك في الدنيا كان في الآخرة: ( وَمَا عِنْدَ
اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلا تَعْقِلُونَ).أنها صفحاتٌ من الابتلاء
والصبر معروضةٌ للبشرية، لتسجل أن لا اعتماد إلا على الله، وان لا فارجَ
للهمِ ولا كاشفَ للبلوى إلا الله.هذا هو طريق الاستعلاء أن تنظرَ إلى
السماء، وأن نلحُ بالدعاء، لأن الشكوى إلى الله تشعرك
بالقوةِ والسعادة، وأنك تأوي إلى ركنٍ شديد.أما الشكوى إلى الناس، والنظرِ
إلى ما في أيدي الناس فيشعرك بالضعف والذل والإهانةِ والتبعية.يا أهل
التوحيد، أليس هذا أصل من أصول التوحيد ؟إن من أصول التوحيد أن تتعلق
القلوبُ بخالقها في وقت الشدةِ والرخاء والخوفِ والأمن، والمرضِ والصحة،
وفي كل حالٍ وزمان.وما نراه اليومَ من تعلقِ القلوب بالمخلوقين، وبالأسباب
وحدها دون اللجأ إلى الله،لهو نذيرُ خطرٍ يزعزعُ عقيدةِ التوحيدِ في
النفوس.أيها الأحبة: إن الشكوى لله، والتضرعَ إلى الله، وإظهارَ الحاجة
إليه، والاعتراف بالافتقار إليه من أعظمِ عرى الإيمانِ وثوابتِ التوحيد،
وبرهانُ ذلك الدعاء والإلحاح بالسؤال، والثقةُ واليقينُ بالله في كلِ
حال.ولقد زخرت كتبُ السنةِ بأنواعٍ من الدعاءِ تجعلُ المسلمَ على صلةٍ
بربه، وفي حرزٍ من عدوه، يقضي أمره ويكفي همه.في كلِ مناسبةٍ دعا، في
اليقظةِ والمنام، والحركة والسكون، قياماً وقعودا، وعلى الجنوب، ابتهالٌ
وتضرعٌ في كل ما أهم العبد، وهل إلى غيرِ الله مفر،
أم هل إلى غيره ملاذ.ففي المرض مثلا الأحاديث كثيرة، والأدعية مستفيضة،
إليك على سبيل المثال ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها:أن رسول الله (صلى الله عليه
وآله وسلم) كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه المعوذات، وينفث، فلما أشتد وجعه
كنت اقرأ عليه وأمسح عليه رجاء بركتها.وأخرج البخاري ومسلم أيضا من حديث
عائشة قالت:كان رسول الله (صلى الله عليه
وآله وسلم) إذا اشتكى منا إنسان مسحه بيمينه ثم قال: أذهب البأس رب الناس،
وأشفي أنت الشافي لا شفاء إلا شفائك، شفاء لا يغادر سقما، أي لا يترك
سقما.وفي صحيح مسلم عن عثمان أبن أبي العاص رضي الله تعالى عنه:أنه شكى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجعا يجده في جسده منذ أسلم، فقال له (صلى الله عليه وآله وسلم): ضع يدك على الذي تألم من جسدك.انظروا لرسول الله (صلى الله عليه
وآله وسلم)، قدوتنا وحبيبنا يربي الناس، ويربي أصحابه على الاعتماد
واللجاءة إلى الله، ضع يدك، الإرشاد أولا لله، التعلق أولا بالله، لم يرشده
أولا لطبيب حاذق ولا بأس بهذا، لكن التعلق بالله يأتي أولا. ضع يدك على
الذي تألم من جسدك وقل بسم الله، بسم الله ثم يقول سبعا أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر.وفي رواية أمسحه بيمينك سبع مرات، وفي رواية قال عثمان فقلت ذلك فأذهب الله ما كان بي، فلم أزل آمر بها أهلي وغيرهم.سبحان الله، اسمعوا لحسن الصلة بالله، والتوكل على الله، فلم أزل آمر بها أهلي وغيرهم.
وآله وسلم)وأصحابه فقال تعالى: (إِذْتسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ
لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ).
استغاثة لجاءة إلى الله، شكوى وصلة بالله سبحانه وتعالى. وهكذا أيها
الأحبةِ حينما نستعرضُ حياةَ الرسلِ جميعاً، كما قصها علينا القرآن الكريم،
نرى أن الابتلاء والامتحان كان مادتُها وماُئها، وأن الصبرَ وحسنُ الصلةِ
بالله ودوام الالتجاءِ وكثرةُ الدعاءِ وحلاوة الشكوى كان قوَمُها.وما أشرنا
إليه إنما هي نماذج من الاستجابة للدعاء، ومن في كتب السير والتفاسير وقف
على شدةِ البلاء الذي أصاب الأنبياء، وعلم أن الاستجابةَ جاءت بعد إلحاحٍ
ودعاء، واستغاثةٍ ونداء.إنها آياتُ بينات وبراهينُ واضحات، تقول بل وتعلن
أن من توكلَ واعتمد على الله، وأحسن الصلة بمولاه استجاب الله دعاه،
وحفظه ورعاه، فإن لم يكن ذلك في الدنيا كان في الآخرة: ( وَمَا عِنْدَ
اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلا تَعْقِلُونَ).أنها صفحاتٌ من الابتلاء
والصبر معروضةٌ للبشرية، لتسجل أن لا اعتماد إلا على الله، وان لا فارجَ
للهمِ ولا كاشفَ للبلوى إلا الله.هذا هو طريق الاستعلاء أن تنظرَ إلى
السماء، وأن نلحُ بالدعاء، لأن الشكوى إلى الله تشعرك
بالقوةِ والسعادة، وأنك تأوي إلى ركنٍ شديد.أما الشكوى إلى الناس، والنظرِ
إلى ما في أيدي الناس فيشعرك بالضعف والذل والإهانةِ والتبعية.يا أهل
التوحيد، أليس هذا أصل من أصول التوحيد ؟إن من أصول التوحيد أن تتعلق
القلوبُ بخالقها في وقت الشدةِ والرخاء والخوفِ والأمن، والمرضِ والصحة،
وفي كل حالٍ وزمان.وما نراه اليومَ من تعلقِ القلوب بالمخلوقين، وبالأسباب
وحدها دون اللجأ إلى الله،لهو نذيرُ خطرٍ يزعزعُ عقيدةِ التوحيدِ في
النفوس.أيها الأحبة: إن الشكوى لله، والتضرعَ إلى الله، وإظهارَ الحاجة
إليه، والاعتراف بالافتقار إليه من أعظمِ عرى الإيمانِ وثوابتِ التوحيد،
وبرهانُ ذلك الدعاء والإلحاح بالسؤال، والثقةُ واليقينُ بالله في كلِ
حال.ولقد زخرت كتبُ السنةِ بأنواعٍ من الدعاءِ تجعلُ المسلمَ على صلةٍ
بربه، وفي حرزٍ من عدوه، يقضي أمره ويكفي همه.في كلِ مناسبةٍ دعا، في
اليقظةِ والمنام، والحركة والسكون، قياماً وقعودا، وعلى الجنوب، ابتهالٌ
وتضرعٌ في كل ما أهم العبد، وهل إلى غيرِ الله مفر،
أم هل إلى غيره ملاذ.ففي المرض مثلا الأحاديث كثيرة، والأدعية مستفيضة،
إليك على سبيل المثال ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها:أن رسول الله (صلى الله عليه
وآله وسلم) كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه المعوذات، وينفث، فلما أشتد وجعه
كنت اقرأ عليه وأمسح عليه رجاء بركتها.وأخرج البخاري ومسلم أيضا من حديث
عائشة قالت:كان رسول الله (صلى الله عليه
وآله وسلم) إذا اشتكى منا إنسان مسحه بيمينه ثم قال: أذهب البأس رب الناس،
وأشفي أنت الشافي لا شفاء إلا شفائك، شفاء لا يغادر سقما، أي لا يترك
سقما.وفي صحيح مسلم عن عثمان أبن أبي العاص رضي الله تعالى عنه:أنه شكى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجعا يجده في جسده منذ أسلم، فقال له (صلى الله عليه وآله وسلم): ضع يدك على الذي تألم من جسدك.انظروا لرسول الله (صلى الله عليه
وآله وسلم)، قدوتنا وحبيبنا يربي الناس، ويربي أصحابه على الاعتماد
واللجاءة إلى الله، ضع يدك، الإرشاد أولا لله، التعلق أولا بالله، لم يرشده
أولا لطبيب حاذق ولا بأس بهذا، لكن التعلق بالله يأتي أولا. ضع يدك على
الذي تألم من جسدك وقل بسم الله، بسم الله ثم يقول سبعا أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر.وفي رواية أمسحه بيمينك سبع مرات، وفي رواية قال عثمان فقلت ذلك فأذهب الله ما كان بي، فلم أزل آمر بها أهلي وغيرهم.سبحان الله، اسمعوا لحسن الصلة بالله، والتوكل على الله، فلم أزل آمر بها أهلي وغيرهم.