بسم الله الرحمن الرحيم
» السّلامُ عَليكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ «
السؤال:
أعرف
أن المصاحبة والتعرف على الشباب ومصادقتهم حرام ، ولم يسبق لي - ولله
الحمد - أن صادقت أو صاحبت شابًا ، ولا أنوي فعل ذلك أيضًا. لكن سؤالي هو :
هل يجوز للفتاة أن تتخيل حياتها الزوجية في المستقبل.. كأن تتخيل كيف
ستكون العائلة ، الحياة العاطفية بينها وبين زوجها ، العمل ، الأطفال...الخ
؟
الجواب :
الحمد لله
لا
تحرم الشريعة على المسلم أن يسرح في خياله في الأمور المباحة ، فتلك طبيعة
البشر ، خلق الله عز وجل في أنفسهم عالما عجيبا من الخيال والصور
والأحاديث التي ترد على الخواطر ، وقد لا يملك الإنسان دفعها بالكلية ،
ولكنه يملك ضبطها والوقاية من الضار منها .
ولا يخفى أن بعض الخيالات
التي يستغرق الإنسان فيها تنقلب إلى نوع من الأوهام ، فتؤدي إلى إرهاق
الفكر ، وشتات البال ، وفي أحيان كثيرة ينتج عن ذلك واقع عملي مليء
بالإحباط واليأس ، أو سلوك خاطئ يدفع إليه هاجس نفسي متكرر ، كان الإنسان
في غنى عنه لو أنه حفظ عقله من هذه المتاهات .
وفي ظننا أن الخيال
الناجح هو الخيال الواقعي ، الذي يخطط لمستقبل أفضل ، ويدور في حدود
الممكنات وليس المستحيلات ، ويسعى كي يترجم نفسه سلوكا عمليا نحو النجاح في
الحياة الأسرية والعلمية والاجتماعية ، من خلال القراءة النافعة ، والعمل
الصالح ، والخلق الحسن ، وإذا لم تسعف الفرصة لتحقيق ذلك فالصبر والرضا
أصلان حاضران في قلب العبد المؤمن .
هذا هو الفرق بين الخيال الفاسد
الضار ، وبين الخيال الواقعي النافع ، ينبغي على الشباب والفتيات خاصة
الانتباه له ، والحذر من الانجرار في خطوات الشيطان ، الذي يفتح عن طريق "
الخيالات " أبوابا من الشرور والآثام ، فالمعصية بدايتها فكرة ونهايتها
حسرة ، وإذا كان المقصود بتخيل الحياة العاطفية هو تصور المعاشرة الجنسية
مع شاب معين على أمل أن يكون زوجا في المستقبل : فهذا من الخيالات الفاسدة
التي لا ترجع على القلب إلا بالألم والحسرة والتفكير في المعصية ، وقد سبق
بيان ذلك في موقعنا بالتفصيل ، في الجواب رقم : (84066)
يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله :
" اعلم أن القلب مثاله مثال هدف تنصب إليه السهام من الجوانب .
أو هو مثال مرآة منصوبة تجتاز عليها أصناف الصور المختلفة ، فتتراءى فيها صورة بعد صورة ، ولا تخلو عنها .
أو مثال حوض تنصب فيه مياه مختلفة من أنهار مفتوحة إليه .
وإنما
مداخل هذه الآثار المتجددة في القلب في كل حال إما من الظاهر فالحواس
الخمس ، وإما من الباطن ؛ فالخيال والشهوة والغضب والأخلاق المركبة من مزاج
الإنسان...وينتقل الخيال من شيء إلى شيء ، وبحسب انتقال الخيال ينتقل
القلب من حال إلى حال آخر .
والمقصود أن القلب في التغير والتأثر دائما
من هذه الأسباب ، وأخص الآثار الحاصلة في القلب هو الخواطر ، ثم الخاطر
يحرك الرغبة ، والرغبة تحرك العزم ، والعزم يحرك النية ، والنية تحرك
الأعضاء .
والخواطر المحركة للرغبة تنقسم إلى ما يدعو إلى الشر ، وإلى
ما يدعو إلى الخير ، فهما خاطران مختلفان ، فالخاطر المحمود يسمى إلهاما ،
والخاطر المذموم يسمى وسواسا " انتهى باختصار من " إحياء علوم الدين "
(3/26)
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
» السّلامُ عَليكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ «
تريد أن تتخيل الحياة الزوجية في المستقبل
السؤال:
أعرف
أن المصاحبة والتعرف على الشباب ومصادقتهم حرام ، ولم يسبق لي - ولله
الحمد - أن صادقت أو صاحبت شابًا ، ولا أنوي فعل ذلك أيضًا. لكن سؤالي هو :
هل يجوز للفتاة أن تتخيل حياتها الزوجية في المستقبل.. كأن تتخيل كيف
ستكون العائلة ، الحياة العاطفية بينها وبين زوجها ، العمل ، الأطفال...الخ
؟
الجواب :
الحمد لله
لا
تحرم الشريعة على المسلم أن يسرح في خياله في الأمور المباحة ، فتلك طبيعة
البشر ، خلق الله عز وجل في أنفسهم عالما عجيبا من الخيال والصور
والأحاديث التي ترد على الخواطر ، وقد لا يملك الإنسان دفعها بالكلية ،
ولكنه يملك ضبطها والوقاية من الضار منها .
ولا يخفى أن بعض الخيالات
التي يستغرق الإنسان فيها تنقلب إلى نوع من الأوهام ، فتؤدي إلى إرهاق
الفكر ، وشتات البال ، وفي أحيان كثيرة ينتج عن ذلك واقع عملي مليء
بالإحباط واليأس ، أو سلوك خاطئ يدفع إليه هاجس نفسي متكرر ، كان الإنسان
في غنى عنه لو أنه حفظ عقله من هذه المتاهات .
وفي ظننا أن الخيال
الناجح هو الخيال الواقعي ، الذي يخطط لمستقبل أفضل ، ويدور في حدود
الممكنات وليس المستحيلات ، ويسعى كي يترجم نفسه سلوكا عمليا نحو النجاح في
الحياة الأسرية والعلمية والاجتماعية ، من خلال القراءة النافعة ، والعمل
الصالح ، والخلق الحسن ، وإذا لم تسعف الفرصة لتحقيق ذلك فالصبر والرضا
أصلان حاضران في قلب العبد المؤمن .
هذا هو الفرق بين الخيال الفاسد
الضار ، وبين الخيال الواقعي النافع ، ينبغي على الشباب والفتيات خاصة
الانتباه له ، والحذر من الانجرار في خطوات الشيطان ، الذي يفتح عن طريق "
الخيالات " أبوابا من الشرور والآثام ، فالمعصية بدايتها فكرة ونهايتها
حسرة ، وإذا كان المقصود بتخيل الحياة العاطفية هو تصور المعاشرة الجنسية
مع شاب معين على أمل أن يكون زوجا في المستقبل : فهذا من الخيالات الفاسدة
التي لا ترجع على القلب إلا بالألم والحسرة والتفكير في المعصية ، وقد سبق
بيان ذلك في موقعنا بالتفصيل ، في الجواب رقم : (84066)
يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله :
" اعلم أن القلب مثاله مثال هدف تنصب إليه السهام من الجوانب .
أو هو مثال مرآة منصوبة تجتاز عليها أصناف الصور المختلفة ، فتتراءى فيها صورة بعد صورة ، ولا تخلو عنها .
أو مثال حوض تنصب فيه مياه مختلفة من أنهار مفتوحة إليه .
وإنما
مداخل هذه الآثار المتجددة في القلب في كل حال إما من الظاهر فالحواس
الخمس ، وإما من الباطن ؛ فالخيال والشهوة والغضب والأخلاق المركبة من مزاج
الإنسان...وينتقل الخيال من شيء إلى شيء ، وبحسب انتقال الخيال ينتقل
القلب من حال إلى حال آخر .
والمقصود أن القلب في التغير والتأثر دائما
من هذه الأسباب ، وأخص الآثار الحاصلة في القلب هو الخواطر ، ثم الخاطر
يحرك الرغبة ، والرغبة تحرك العزم ، والعزم يحرك النية ، والنية تحرك
الأعضاء .
والخواطر المحركة للرغبة تنقسم إلى ما يدعو إلى الشر ، وإلى
ما يدعو إلى الخير ، فهما خاطران مختلفان ، فالخاطر المحمود يسمى إلهاما ،
والخاطر المذموم يسمى وسواسا " انتهى باختصار من " إحياء علوم الدين "
(3/26)
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب