دليل الإشهار العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

إذا كانت هذه أول زيارة لك في الإشهار العربي، نرجوا منك مراجعة قوانين المنتدى من خلال الضغط هنا وأيضاً يشرفنا انضمامك إلى أسرتنا الضخمة من خلال الضغط هنا.

description كتاب الكبائر6 عقوق الوالدين Empty كتاب الكبائر6 عقوق الوالدين

more_horiz
بسم الله الرحمن الرحيم


عقوق الوالدين


قال الله تعالى وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين
إحسانا أي برا بهما وشفقة وعطفا عليهما إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو
كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما أي لا تقل لهما بتبرم إذا كبرا وأسنا
وينبغي أن تتولى خدمتهما ما توليا من خدمتك على أن الفضل للمتقدم وكيف يقع
التساوي وقد كانا يحملان أذاك راجين حياتك وأنت إن حملت أذاهما رجوت موتهما
ثم قال الله تعالى وقل لهما قولا كريما أي لينا لطيفا واخفض لهما جناح
الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا وقال الله تعالى أن اشكر
لي لي ولوالديك إلي المصير فانظر رحمك الله كيف قرن شكرهما بشكره قال ابن
عباس رضي الله عنهما ثلاث آيات نزلت مقرونة بثلاث لا تقبل منها واحدة بغير
قرينتها أي إحداهما قول الله تعالى أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فمن أطاع
الله ولم يطع الرسول لم يقبل منه الثانية قول الله تعالى وأقيموا الصلاة
وآتوا الزكاة فمن صلى ولم يزك لم يقبل منه الثالثة قول الله تعالى أن اشكر
لي ولوالديك فمن شكر الله ولم يشكر لوالديه لم يقبل منه ولذا قال النبي رضى
الله في رضى الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين وعن ابن عمرو رضي الله
عنهما قال جاء رجل يستأذن النبي في الجهاد معه فقال النبي أحي والداك قال
نعم قال ففيهما فجاهد مخرج في الصحيحين فانظر كيف فضل بر الوالدين وخدمتهما
على الجهاد وفي الصحيحين أن رسول الله قال ألا أنبئكم بأكبر الكبائر
الإشراك بالله وعقوق الوالدين فانظر كيف قرن الإساءة إليهما وعدم البر
والإحسان بالإشراك وفي الصحيحين أيضا أن رسول الله قال لا يدخل الجنة عاق
ولا منان ولا مدمن خمر وعنه قال لو علم الله شيئا أدنى من الأف لنهى عنه
فليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنة وليعمل البار ما شاء أن يعمل
فلن يدخل النار وقال لعن الله العاق لوالديه وقال لعن الله من سب أباه لعن
الله من سب أمه وقال كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا
عقوق الوالدين فإنه يعجل لصاحبه يعني العقوبة في الدنيا قبل يوم القيامة
وقال كعب الأحبار رحمه الله إن الله ليعجل هلاك العبد إذا كان عاقا لوالديه
ليعجل له العذاب وإن الله ليزيد في عمر العبد إذا كان بارا بوالديه ليزيده
برا وخيرا ومن برهما أن ينفق عليهما إذا احتاجا فقد جاء رجل إلى النبي
فقال يا رسول الله إن أبي يريد أن يحتاح مالي فقال أنت ومالك لأبيك وسئل
كعب الأحبار عن عقوق الوالدين ما هو قال هو إذا أقسم عليه أبوه أو أمه لم
يبر قسمهما وإذا أمره بأمر لم يطع أمرهما وإذا سألاه شيئا لم يعطهما وإذا
ائتمناه خانهما وسئل ابن عباس رضي الله عنهما عن أصحاب الأعراف من هم وما
الأعراف فقال أما الأعراف فهو جبل بين الجنة والنار وإنما سمي الأعراف لأنه
مشرف على الجنة والنار وعليه أشجار وثمار وأنهار وعيون وأما الرجال الذين
يكونون عليه فهم رجال خرجوا إلى الجهاد بغير رضا آبائهم وأمهاتهم فقتلوا في
الجهاد فمنعهم القتل في سبيل الله عن دخول النار ومنعهم عقوق الوالدين عن
دخول الجنة فهم على الأعراف حتى يقضي الله فيهم أمره وفي الصحيحين أن رجلا
جاء إلى رسول الله فقال يا رسول الله من أحق الناس مني بحسن الصحبة قال أمك
قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال ابوك ثم الأقرب
فالأقرب فحض على بر الأم ثلاث مرات وعلى بر الأب مرة واحدة وما ذاك إلا لأن
عناءها أكثر وشفقتها أعظم مع ما تقاسيه من حمل وطلق وولادة ورضاعة وسهر
ليل رأى ابن عمر رضي الله عنهما قد حمل أمه على رقبته وهو يطوف بها حول
الكعبة فقال يا ابن عمر أتراني جازيتها قال ولا بطلقة واحدة من طلقاتها
ولكن قد أحسنت والله يثيبك على القليل كثيرا وعن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله أربعة نفر حق على الله أن لا يدخلهم الجنة ولا يذيقهم
نعيمها مدمن خمر وآكل الربا وآكل مال اليتيم ظلما والعاق لوالديه إلا أن
يتوبوا وقال الجنة تحت أقدام الأمهات وجاء رجل إلى أبي الدرداء رضي الله
عنه فقال يا أبا الدرداء إني تزوجت امرأة وإن أمي تأمرني بطلاقها فقال أبو
الدرداء سمعت رسول الله يقول الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع ذلك
الباب أو احفظه وقال ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن دعوة المظلوم ودعوة
المسافر ودعوة الوالد على ولده وقال الخالة بمنزلة الأم أي في البر
والإكرام والصلة والإحسان وعن وهب بن منبه قال إن الله تعالى أوحى إلى موسى
صلوات الله وسلامه عليه يا موسى وقر والديك فإن من وقر والديه مددت في
عمره ووهبت له ولدا يوقره ومن عق والديه فصرت في عمره ووهبت له ولدا يعقه
وقال أبو بكر بن أبي مريم قرأت في التوراة أن من يضرب أباه يقتل وقال وهب
قرأت في التوراة على من صك والده الرجم وعن عمرو بن مرة الجهني قال جاء رجل
إلى رسول الله فقال يا رسول الله أرأيت إذا صليت الصلوات الخمس وصمت رمضان
وأديت الزكاة وحججت البيت فماذا لي فقال رسول الله من فعل ذلك كان مع
النبيين والصديقين والشهداء والصالحين إلا أن يعق والديه وقال لعن الله
العاق والديه وجاء عن رسول الله قال رأيت ليلة أسري بي أقواما في النار
معلقين في جذوع من نار فقلت يا جبريل من هؤلاء قال الذين يشتمون آباءهم
وأمهاتهم في الدنيا وروي أنه من شتم والديه ينزل عليه في قبره جمر من نار
بعدد كل قطر ينزل من السماء إلى الأرض ويروى أنه إذا دفن عاق والديه عصره
القبر حتى تختلف فيه أضلاعه وأشد الناس عذابا يوم القيامة ثلاثة المشرك
والزاني والعاق لوالديه وقال بشر ما من رجل يقرب من أمه حيث يسمع كلامها
إلا كان أفضل من الذي يضرب بسيفه في سبيل الله والنظر إليها أفضل من كل شيء
وجاء رجل وامرأة إلى رسول الله يختصمان في صبي لهما فقال الرجل يا رسول
الله ولدي خرج من صلبي وقالت المرأة يا رسول الله حمله خفا ووضعه شهوة
وحملته كرها ووضعته كرها وأرضعته حولين كاملين فقضى به رسول الله لأمه
موعظة أيها المضيع لآكد الحقوق المعتاض من بر الوالدين العقوق الناسي لما
يجب عليه الغافل عما بين يديه بر الوالدين عليك دين وأنت تتعاطاه باتباع
الشين تطلب الجنة بزعمك وهي تحت أقدام أمك حملتك في بطنها تسعة أشهر كأنها
تسع حجج وكابدت عند الوضع ما يذيب المهج وأرضعتك من ثديها لبنا وأطارت
لأجلك وسنا وغسلت بيمينها عنك الأذى وآثرتك على نفسها بالغذاء وصيرت حجرها
لك مهدا وأنالتك إحسانا ورفدا فإن أصابك مرض أو شكاية أظهرت من الأسف فوق
النهاية وأطالت الحزن والنحيب وبذلت مالها للطبيب ولو خيرت بين حياتك
وموتها لطلبت حياتك بأعلى صوتها هذاوكم عاملتها بسوء الخلق مرارا فدعت لك
بالتوفيق سرا وجهارا فلما احتاجت عند الكبر إليك جعلتها من أهون الأشياء
عليك فشبعت وهي جائعة ورويت وهي قانعة وقدمت عليها أهلك وأولادك بالإحسان
وقابلت أياديها بالنسيان وصعب لديك أمرها وهو يسير وطال عليك عمرها وهو
قصير هجرتها ومالها سواك نصير هذا ومولاك قد نهاك عن التأفف وعاتبك في حقها
بعتاب لطيف ستعاقب في دنياك بعقوق البنين وفي أخراك بالبعد من رب العالمين
يناديك بلسان التوبيخ والتهديد ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام
للعبيد لأمك حق لو علمت كثير كثيرك يا هذا لديه يسير فكم ليلة باتت بثقلك
تشتكي لها من جواها أنة وزفير وفي الوضع لو تدري عليها مشقة فمن غصص منها
الفؤاد يطير وكم غسلت عنك الأذى بيمينها وما حجرها إلا لديك سرير وتفديك
مما تشتكيه بنفسها ومن ثديها شرب لديك نمير وكم مرة جاعت وأعطتك قوتها
حنانا وإشفاقا وأنت صغير فآها لذي عقل ويتبع الهوى وآها لأعمى القلب وهو
بصير فدونك فارغب في عميم دعائها فأنت لما تدعو إليه فقير حكي أنه كان في
زمن النبي شاب يسمى علقمة وكان كثير الاجتهاد في طاعة الله في الصلاة
والصوم والصدقة فمرض واشتد مرضه فأرسلت امرأته إلى رسول الله إن زوجي علقمة
في النزع فأردت أن أعلمك يا رسول الله بحاله فأرسل النبي عمارا وصهيبا
وبلالا وقال امضوا إليه ولقنوه الشهادة فمضوا إليه ودخلوا عليه فوجدوه في
النزع فجعلوا يلقنونه لا إله إلا الله ولسانه لا ينطق بها فأرسلوا إلى رسول
الله يخبرونه أنه لا ينطق لسانه بالشهادة فقال النبي هل من أبويه أحد حي
قيل يا رسول الله أم كبيرة السن فأرسل إليها رسول الله وقال للرسول قل لها
إن قدرت على المسير إلى رسول الله وإلا فقري في المنزل حتى يأتيك قال فجاء
إليها الرسول فأخبرها بقول رسول الله فقالت نفسي لنفسه فداء أنا أحق
بإتيانه فتوكأت وقامت على عصا وأتت رسول الله فسلمت فرد عليها السلام وقال
لها يا أم علقمة أصدقيني وإن كذبتي جاء الوحي من الله تعالى كيف كان حال
ولدك علقمة قالت يا رسول الله كثير الصلاة كثير الصيام كثير الصدقة قال
رسول الله فما حالك قالت يا رسول الله أنا عليه ساخطة قال ولم قالت يا رسول
كان يؤثر علي زوجته ويعصيني فقال رسول الله إن سخط أم علقمة حجب لسان
علقمة عن الشهادة ثم قال يا بلال انطلق واجمع لي حطبا كثيرا قالت يا رسول
الله وما تصنع قال أحرقه بالنار بين يديك قالت يا رسول الله ولدي لا يحتمل
قلبي أن تحرقه بالنار بين يدي قال يا أم علقمة عذاب الله أشد وأبقى فإن سرك
أن يغفر الله له فارضي عنه فوالذي نفسي بيده لا ينتفع علقمة بصلاته ولا
بصيامه ولا بصدقته ما دمت عليه ساخطة فقالت يا رسول الله إني أشهد الله
تعالى وملائكته ومن حضرني من المسلمين أني قد رضيت عن ولدي علقمة فقال رسول
الله انطلق يا بلال إليه وانظر هل يستطيع أن يقول لا إله إلا الله أم لا
فلعل أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياء مني فانطلق فسمع علقمة من داخل
الدار يقول لا إله إلا الله فدخل بلال فقال يا هؤلاء إن سخط أم علقمة حجب
لسانه عن الشهادة وأن رضاها أطلق لسانه ثم مات علقمة من يومه فحضره رسول
الله فأمر بغسله وكفنه ثم صلى عليه وحضر دفنه ثم قام على شفير قبره وقال يا
معشر المهاجرين والأنصار من فضل زوجته على أمه فعليه لعنة الله والملائكة
والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا إلا أن يتوب إلى الله عز وجل
ويحسن إليها ويطلب رضاها فرضى الله في رضاها وسخط الله في سخطها فنسأل
الله أن يوفقنا لرضاه وأن يجنبنا سخطه إنه جواد كريم رؤوف رحيم



كتاب الكبائر_محمد بن عثمان الذهبي

description كتاب الكبائر6 عقوق الوالدين Emptyرد: كتاب الكبائر6 عقوق الوالدين

more_horiz
 كتاب الكبائر6 عقوق الوالدين 30mtnxx
مرسي [على] الموضوع تستاهل تقييم و تشجيع [على]
المجهودات الرائعة
ننتظر
منكـ المزيد |
دمت مبدعا و بـــ الله
ـــاركـ
فيك
تح
ــياتي وشكري ليك
دمت
 كتاب الكبائر6 عقوق الوالدين Lol

description كتاب الكبائر6 عقوق الوالدين Emptyرد: كتاب الكبائر6 عقوق الوالدين

more_horiz
بارك الله فيك

description كتاب الكبائر6 عقوق الوالدين Emptyرد: كتاب الكبائر6 عقوق الوالدين

more_horiz
جزاك الله كل خير

description كتاب الكبائر6 عقوق الوالدين Emptyرد: كتاب الكبائر6 عقوق الوالدين

more_horiz
مشكووووووووووووووووووووور

description كتاب الكبائر6 عقوق الوالدين Emptyرد: كتاب الكبائر6 عقوق الوالدين

more_horiz
شكرا لكـ .. و جزاكـ الله خيرا ,, تقبل مروري
 كتاب الكبائر6 عقوق الوالدين 886773

description كتاب الكبائر6 عقوق الوالدين Emptyرد: كتاب الكبائر6 عقوق الوالدين

more_horiz
جزاك الله خيرا ، تقبل مروري

description كتاب الكبائر6 عقوق الوالدين Emptyرد: كتاب الكبائر6 عقوق الوالدين

more_horiz
شكرا لك اخي
واصل ابداعك
جزاك الله كل خير
يعطيك العافية
♥♥♥



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

جميع الحقوق محفوظة لدليل الاشهار العربي