فما معنى الحساب - عباد الله -..
معنى الحساب بارك الله فيك ..
أن يوقف الحق تبارك وتعالى عباده بين يديه ..
ويعرفهم ..
بأعمالهم التي عملوها ..
وأقوالهم التي قالوها ..
وما كانوا عليه في الدنيا ..
من إيمان ، وكفر ..
واستقامة ، وإنحراف ..
وطاعة ، وعصيان ..
وما يستحقوه على ما قدموا من إثابة وعقوبة ..
ثم يعطون الكتب ..
إما بالأيمان ..
إن كانوا صالحين ..
وإما بالشمال ..
إن كانوا طالحين ..
ويشمل الحساب ..
ما يقوله الجبار لعباده ..
وما يقولونه له ..
وما يقيمه عليهم من حجج وبراهين ..
وشهادة الشهود ..
ووزن الأعمال ..
أما نوع الحساب - عباد الله - ..
فعسير ، ويسير ..
ومنه ..
حساب التكريم ، والتوبيخ ..
ومنه ..
الفضل ، والصفح ، والعفو ..
والذي يتولى ذلك كله ..
هو ..
أكرم الأكرمين ..
وأسرع الحاسبين..
وقيوم السماوات ، والأراضين..
شعار محكمة ذلك اليوم { لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ } ..
{ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } ..
( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا ) ..
فهو ..
العدل سبحانه ..
لو عذَّب عباده جميعاً ..
لم يكن ظالماً لهم لأنهم ..
عبيده ..
وملكه ..
والمالك يتصرف في ملكه كيف يشاء ..
فهو ..
العدل سبحانه ..
لو عذَّب عباده جميعاً ..
لم يكن ظالماً لهم لأنهم ..
عبيده ..
وملكه ..
والمالك يتصرف في ملكه كيف يشاء ..
يحاسبهم محاسبة عادلة ..
تليق ..
بمحكمته ..
وعدله ..
وعظمته ..
وجلاله ..
وقد بين لنا سبحانه في كثير من النصوص ..
جملة من القواعد التي تقوم عليها المحاكمة ..
فمنها :
العدل التام الذي لا يشوبه الظلم ..
{ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً } ..
ومن قواعد تلك المحكمة :
أنَّ الله لا يؤاخذ أحداً بجريرة أحد ..
قال سبحانه : { وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} ..
بل : { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} ..
ومن تلك القواعد أيضاً :
إطلاع العباد على ما قدموه من أعمال ..
{ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ } ..
ومن قواعد المحاكمة في ذلك اليوم :
إقامة الشهود على الكفرة ، والمنافقين ، والفجرة ..
{ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} ..
وقال سبحانه : { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ، يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ } ..
عباد الله ..
عن ماذا سيكون السؤال في ذلك ؟! ..
الاستعداد للوقوف بين يدي الله جل في علاه ..
عن ماذا سيكون السؤال في ذلك اليوم الذي سيجمع فيه الأولين والآخرين ؟!!..
اسمع بارك الله فيك ..
اسمع السؤال ..
وأعدّ الجواب _ بارك الله فيك _ ..
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم :
( لا تزول _ أي إلى الجنة أو إلى النار _ قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يُسأل عن خمس ..
عن عمره فيما أفناه ..
وعن شبابه فيما أبلاه ..
وعن ماله من أين اكتسبه ..
وفيما أنفقه ..
وماذا عمل فيما علم ) رواه الترمذي وقال الألباني اسناده حسن رحمه الله ..
قال سبحانه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ، وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ، لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ، لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} ..
لا تظنن الأمر سهل - عبد الله - ..
بل في ذلك اليوم ..
يشتد غضب الجبار جل جلاله ..
بل في ذلك اليوم – عباد الله - ..
يشتد غضب الجبار جلَّ جلاله ..
يشتد غضبه ..
على من خلقه ..
فعبد غيره ..
وعلى من رزقه ..
فشكر غيره ..
وعلى من أسبغ عليه النعم ..
ثم عصاه ..
عن عُبيد الله بن مقسم أنه نظر إلى عبد الله بن عمر وهو يحكي عن النبي صلى الله عليه وسلم هو على المنبر في قول الله تبارك وتعالى : { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } ..
قال صلى الله عليه وسلم :
( يأخذ الله عز وجل سماوته وأرضيه بيديه ..
فيقول : أنا الله ..
ويقبض أصابعه ويبسطها ويقول :
أنا الملك ..
أنا الملك .. ) ..
قال ابن عمر : والله كأني أنظر إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه ، والنبي صلى الله عليه وسلم واقف عليه ، وأنا أقول أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فتأمل حال العصاة والمجرمين في ذلك اليوم ..
يوم يشتد غضب الجبار جلَّ في علاه ..
قال سبحانه : { وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ، حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ، وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ ، وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ ، فَإِن يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ وَإِن يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُم مِّنَ الْمُعْتَبِينَ } ..
يطلبون رضا ربهم ..
فلا يُستجاب لهم ..
فتأمل- عبد الله _ ..
موقفك غداً بين يدي العزيز القهار ..
والله ..
إنها ساعة لا يخفى ..
على الموقنين رهبتها ..
ولا على المتقين شدتها ..
قال سبحانه : { وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً ، اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً ، مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً } ..
قال الزجَّاج :ذكر العنق عبارة عن اللزوم كلزوم القلادة للعنق ..
وقال ابن أدهم : كل آدمي في عنقه قلادة يُكتب فيها نسخة عمله ..
فإذا مات طويت ..
وإذا بُعث نُشرت ..
وقيل له : { اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً } ..
قال ابن عباس رضي الله عنه : معنى طائره : أي عمله ..
{ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً } ..
قال الحسن : يقرأ الإنسان الكتاب ..
أمياً كان ، أو غير أمي ..
يعرف القراءة ، أو لا يعرفها ..
ينطق ويقرأ في ذلك اليوم ..
فتخيل نفسك ..
فتخيل نفسك ..
إذا تطايرت الكتب ..
ونُصبت الموازين ..
وقد نوديت باسمك على رؤوس الخلائق ..
أين فلان ابن فلان ؟!..
أين فلان ابن فلان ؟!..
استعد للوقوف بين يدي الله ..
هلم إلى العرض على الله ..
وقد وُكلت الملائكة بأخذك فقربتك إلى الله ..
لا يمنعها اشتباه الأسماء باسم أبيك ..
فإذا عرفت أنك المراد بالدعاء ..
وإذا قرع النداء قلبك ..
فعلمت أنك المطلوب ..
فارتعدت فرائصك ..
واضطربت جوارحك ..
وتغير لونك ..
وطار قلبك ..
تُخطَّى بك الصفوف إلى ربك ..
للعرض عليه ..
والوقوف بين يديه ..
وقد رفع الخلائق إليك أبصارهم ..
وأنت في أيدي الملائكة قد ..
طار قلبك ..
واشتدَّ رعبك ..
لعلمك أين يُراد بك ..
عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(ما منكم إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ..
فينظر أيمن منه ..
فلا يرى إلا ما قدَّم من عمله ..
وينظر أشأم منه ..
فلا يرى إلا ما قدم من عمله ..
وينظر بين يديه ..
فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه ..
فاتقوا النار عباد الله ولو بشق تمرة ) رواه البخاري ..
تخيل _ عبد الله _ نفسك واقفاً بين يدي ربك ..
في يدك صحيفة مخبرة بعملك ..
لا تغادر بلية كتمتها ..
ولا مخبأة أسررتها ..
وأنت تقرأ ما فيها ..
بلسان كليل ..
وقلب منكسر حسير ..
والأهوال محدقة بك من بين يديك ومن خلفك ..
فكم من بلية قد كنت نسيتها ..
ذكرها ..
وكم من سيئة قد كنت قد أخفيتها ..
قد أظهرها وأبداها ..
وكم من عمل ظننت أنه سلم لك وخلُص لك ..
فرده عليك في ذلك الموقف وأحبطه ..
بعد أن كان أملك منه عظيماً .. اللهم ..
يسر حسابنا ..
ويمن كتابنا ..
وثقل موازيننا ..
زحزحنا عن النار ..
أدخلنا الجنة يا عزيز يا غفار ..
معنى الحساب بارك الله فيك ..
أن يوقف الحق تبارك وتعالى عباده بين يديه ..
ويعرفهم ..
بأعمالهم التي عملوها ..
وأقوالهم التي قالوها ..
وما كانوا عليه في الدنيا ..
من إيمان ، وكفر ..
واستقامة ، وإنحراف ..
وطاعة ، وعصيان ..
وما يستحقوه على ما قدموا من إثابة وعقوبة ..
ثم يعطون الكتب ..
إما بالأيمان ..
إن كانوا صالحين ..
وإما بالشمال ..
إن كانوا طالحين ..
ويشمل الحساب ..
ما يقوله الجبار لعباده ..
وما يقولونه له ..
وما يقيمه عليهم من حجج وبراهين ..
وشهادة الشهود ..
ووزن الأعمال ..
أما نوع الحساب - عباد الله - ..
فعسير ، ويسير ..
ومنه ..
حساب التكريم ، والتوبيخ ..
ومنه ..
الفضل ، والصفح ، والعفو ..
والذي يتولى ذلك كله ..
هو ..
أكرم الأكرمين ..
وأسرع الحاسبين..
وقيوم السماوات ، والأراضين..
شعار محكمة ذلك اليوم { لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ } ..
{ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } ..
( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا ) ..
فهو ..
العدل سبحانه ..
لو عذَّب عباده جميعاً ..
لم يكن ظالماً لهم لأنهم ..
عبيده ..
وملكه ..
والمالك يتصرف في ملكه كيف يشاء ..
فهو ..
العدل سبحانه ..
لو عذَّب عباده جميعاً ..
لم يكن ظالماً لهم لأنهم ..
عبيده ..
وملكه ..
والمالك يتصرف في ملكه كيف يشاء ..
أيا من ليس لي منه مجير
أنا العبد المقر بكل ذنب
إن عذبتني فبسوء فعلي
أفرّ إليك منك وأين
بعفوك من عذابك أستجير
وأنت الواحد المولى الغفور
وإن تغفر فأنت به جدير
إلا إليك يفرالمستجير
ولكن الحق تبارك وتعالى ..أنا العبد المقر بكل ذنب
إن عذبتني فبسوء فعلي
أفرّ إليك منك وأين
بعفوك من عذابك أستجير
وأنت الواحد المولى الغفور
وإن تغفر فأنت به جدير
إلا إليك يفرالمستجير
يحاسبهم محاسبة عادلة ..
تليق ..
بمحكمته ..
وعدله ..
وعظمته ..
وجلاله ..
وقد بين لنا سبحانه في كثير من النصوص ..
جملة من القواعد التي تقوم عليها المحاكمة ..
فمنها :
العدل التام الذي لا يشوبه الظلم ..
{ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً } ..
ومن قواعد تلك المحكمة :
أنَّ الله لا يؤاخذ أحداً بجريرة أحد ..
قال سبحانه : { وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} ..
بل : { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} ..
ومن تلك القواعد أيضاً :
إطلاع العباد على ما قدموه من أعمال ..
{ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ } ..
ومن قواعد المحاكمة في ذلك اليوم :
إقامة الشهود على الكفرة ، والمنافقين ، والفجرة ..
{ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} ..
وقال سبحانه : { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ، يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ } ..
عباد الله ..
عن ماذا سيكون السؤال في ذلك ؟! ..
الاستعداد للوقوف بين يدي الله جل في علاه ..
عن ماذا سيكون السؤال في ذلك اليوم الذي سيجمع فيه الأولين والآخرين ؟!!..
اسمع بارك الله فيك ..
اسمع السؤال ..
وأعدّ الجواب _ بارك الله فيك _ ..
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم :
( لا تزول _ أي إلى الجنة أو إلى النار _ قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يُسأل عن خمس ..
عن عمره فيما أفناه ..
وعن شبابه فيما أبلاه ..
وعن ماله من أين اكتسبه ..
وفيما أنفقه ..
وماذا عمل فيما علم ) رواه الترمذي وقال الألباني اسناده حسن رحمه الله ..
قال سبحانه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ، وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ، لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ، لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} ..
لا تظنن الأمر سهل - عبد الله - ..
بل في ذلك اليوم ..
يشتد غضب الجبار جل جلاله ..
بل في ذلك اليوم – عباد الله - ..
يشتد غضب الجبار جلَّ جلاله ..
يشتد غضبه ..
على من خلقه ..
فعبد غيره ..
وعلى من رزقه ..
فشكر غيره ..
وعلى من أسبغ عليه النعم ..
ثم عصاه ..
عن عُبيد الله بن مقسم أنه نظر إلى عبد الله بن عمر وهو يحكي عن النبي صلى الله عليه وسلم هو على المنبر في قول الله تبارك وتعالى : { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } ..
قال صلى الله عليه وسلم :
( يأخذ الله عز وجل سماوته وأرضيه بيديه ..
فيقول : أنا الله ..
ويقبض أصابعه ويبسطها ويقول :
أنا الملك ..
أنا الملك .. ) ..
قال ابن عمر : والله كأني أنظر إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه ، والنبي صلى الله عليه وسلم واقف عليه ، وأنا أقول أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فتأمل حال العصاة والمجرمين في ذلك اليوم ..
يوم يشتد غضب الجبار جلَّ في علاه ..
قال سبحانه : { وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ، حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ، وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ ، وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ ، فَإِن يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ وَإِن يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُم مِّنَ الْمُعْتَبِينَ } ..
يطلبون رضا ربهم ..
فلا يُستجاب لهم ..
فتأمل- عبد الله _ ..
موقفك غداً بين يدي العزيز القهار ..
والله ..
إنها ساعة لا يخفى ..
على الموقنين رهبتها ..
ولا على المتقين شدتها ..
قال سبحانه : { وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً ، اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً ، مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً } ..
قال الزجَّاج :ذكر العنق عبارة عن اللزوم كلزوم القلادة للعنق ..
وقال ابن أدهم : كل آدمي في عنقه قلادة يُكتب فيها نسخة عمله ..
فإذا مات طويت ..
وإذا بُعث نُشرت ..
وقيل له : { اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً } ..
قال ابن عباس رضي الله عنه : معنى طائره : أي عمله ..
{ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً } ..
قال الحسن : يقرأ الإنسان الكتاب ..
أمياً كان ، أو غير أمي ..
يعرف القراءة ، أو لا يعرفها ..
ينطق ويقرأ في ذلك اليوم ..
فتخيل نفسك ..
فتخيل نفسك ..
إذا تطايرت الكتب ..
ونُصبت الموازين ..
وقد نوديت باسمك على رؤوس الخلائق ..
أين فلان ابن فلان ؟!..
أين فلان ابن فلان ؟!..
استعد للوقوف بين يدي الله ..
هلم إلى العرض على الله ..
وقد وُكلت الملائكة بأخذك فقربتك إلى الله ..
لا يمنعها اشتباه الأسماء باسم أبيك ..
فإذا عرفت أنك المراد بالدعاء ..
وإذا قرع النداء قلبك ..
فعلمت أنك المطلوب ..
فارتعدت فرائصك ..
واضطربت جوارحك ..
وتغير لونك ..
وطار قلبك ..
تُخطَّى بك الصفوف إلى ربك ..
للعرض عليه ..
والوقوف بين يديه ..
وقد رفع الخلائق إليك أبصارهم ..
وأنت في أيدي الملائكة قد ..
طار قلبك ..
واشتدَّ رعبك ..
لعلمك أين يُراد بك ..
عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(ما منكم إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ..
فينظر أيمن منه ..
فلا يرى إلا ما قدَّم من عمله ..
وينظر أشأم منه ..
فلا يرى إلا ما قدم من عمله ..
وينظر بين يديه ..
فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه ..
فاتقوا النار عباد الله ولو بشق تمرة ) رواه البخاري ..
تخيل _ عبد الله _ نفسك واقفاً بين يدي ربك ..
في يدك صحيفة مخبرة بعملك ..
لا تغادر بلية كتمتها ..
ولا مخبأة أسررتها ..
وأنت تقرأ ما فيها ..
بلسان كليل ..
وقلب منكسر حسير ..
والأهوال محدقة بك من بين يديك ومن خلفك ..
فكم من بلية قد كنت نسيتها ..
ذكرها ..
وكم من سيئة قد كنت قد أخفيتها ..
قد أظهرها وأبداها ..
وكم من عمل ظننت أنه سلم لك وخلُص لك ..
فرده عليك في ذلك الموقف وأحبطه ..
بعد أن كان أملك منه عظيماً .. اللهم ..
يسر حسابنا ..
ويمن كتابنا ..
وثقل موازيننا ..
زحزحنا عن النار ..
أدخلنا الجنة يا عزيز يا غفار ..
تذكر وقوفك يوم العرض عريانا
والنار تلهب من غيظ ومن غضب
اقرأ كتابك يا عبدي على مهل
فلما قرأت ولم تنكر قراءته
نادى الجليل : خذوه يا ملائكتي
المشركون غداً في النار يلتهبوا
مستوحشاً قلق الأحشاء حيرانا
على العصاة وربّ العرش غضبانا
فهل ترى فيه حرفاً غير ما كانا
وأقررت إقرار من عرف الأشياء عرفانا
وامضوا بعبد عصى إلى النار عطشانا
والموحدون بدار الخلد سكانا
والنار تلهب من غيظ ومن غضب
اقرأ كتابك يا عبدي على مهل
فلما قرأت ولم تنكر قراءته
نادى الجليل : خذوه يا ملائكتي
المشركون غداً في النار يلتهبوا
مستوحشاً قلق الأحشاء حيرانا
على العصاة وربّ العرش غضبانا
فهل ترى فيه حرفاً غير ما كانا
وأقررت إقرار من عرف الأشياء عرفانا
وامضوا بعبد عصى إلى النار عطشانا
والموحدون بدار الخلد سكانا