هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

descriptionعبدالرزاق العصماني يتساءل ..لمن تفتح أبواب السماء)) Emptyعبدالرزاق العصماني يتساءل ..لمن تفتح أبواب السماء))

more_horiz
صدر مؤخراً عن داركنوز المعرفه بجده كتاب استاذ الاعلام الدولي بجامة الملك عبدالعزيز سابقاً الدكتور عبدالرزاق العصماني المالكي ( لمن تفتح ابواب السماء ؟) 240صفحه .


لمن تفتح ابواب السماء ؟؟؟ من هذا السؤال الذي جعله العصماني عنواناً لكتابه تنطلق تلك الشخصيات التي تجدها في كل مناحي الحياة المكتظه بالتفاعلات اليوميه ابتداءً من النقاء وليس انتهاءً بالبساطه والعفويه .

لمن تفتح ابواب السماء لم يكن مجرد ذكريات أو مذكرات او مواقف يسردها الكاتب بناءً على وثائقه الرسميه أو غير الرسميه حيث يدوّنها كلما خلا بنفسه أو خلت اليه نفسه ، ثم يقوم بعد ذلك باخراجها وتدوينها كمذكرات او ذكريات . كلا ماهكذا كتب العصماني حياته ولكنه أخذ من النماذج الانسانيه التي أثرت في مسيرة حياته بشكل قوي ومركزّ سواءً لمس ذلك التأثير في أثناء تحصيل الحكمه أو أثناء ممارستها ،تلك الشخصيات التي كانت مفاصلاً في حياته جعلها أبواباً لكتابة مراحله يسجل من خلالها قناعاته وفشله ونجاحاته .
هذه النماذج الإنسانية جعلها العصماني – الكاتب الإنسان- محور الحياة وخلاصة التجربه فتجرد من الأنا والذاتيه ، وهنا تجديد في فكرة كتابة الذكريات ، وذلك خلاف مانجده عند أكثر الكتاب الذين يجعلون من أنفسهم خطاً رئيساً ويصبح الآخرون عباره عن محطات ينتقلون اليها أما مطنبين أو مارّين مرور الكرام أو اللئام ! .

لقد تجلت في هذا الكتاب سهولة المفرده وسلاسة التعبير وصدق الكلمه ورشاقة العباره وبيان التعبير ، بعيداً كل البعد عن التعقيد والتمويه والمثاليات ، فلم ينزلق الكاتب في سجع المتقدمبن ورتابتهم ولم يعرج بقلمه وفكره في رمزية الحداثيين وحذلقتهم . لذلك أتت عباراته مؤثره وصادقه وفيها مايسمو بالروح الى قدسية التصوف النقي ،، ( طبعاً غير المبتدع ) .

فذاك هو الادب فعندما تخرج الكلمه من قلب صاحبها وقناعاته فأنها تهب بنسائم الصدق والتأثير حتى تخترق القلوب بهذه القوّه الخفيّه ، ولقد تذكرت وأنا اقرأ الكتاب مقوله للشيخ علي الطنطاوي قدس الله روحه عندما قال ( وحين ياتي الأدب مفرغاً من صدق العاطفه ، يغوص صاحبه في القواميس والمعاجم وياتي بالعبارات ويصفّها على الاسطر فذاك ليس بأديب وانما هو عامل في إصلاح الطرق ) .

لقد كان تأثير ( أضم ) واضحاً في بوح الكاتب فلم ينظر اليها من خلال الهمزة هل هي فوق حرف الألف؟ او تحت حرف الألف؟ ولكنه تحدث عن الانسان الذي عاش فوق تراب تلك الارض كادحاً الى ربه وعمله ومجتمعه وقيمه ثم أنتقل الى جوار ربه تحت تراب أضم أو في أي ارض من بلاد الله . تحدث عن ( أضم ) التاريخ والمجتمع والكفاح من أجل البقاء ، بعيداً عن برق النابغة الذبياني ،، ومحبوبة النابغة الجعدي !! . فلذلك كانت أضم قريبه الى روح القاريء كالتصاقها بروح الكاتب ، ولم تكن متنازعة مع تاريخها ومتململه مع نفسها كوجودها في البحوث الجافة والجدليات الجايره .

أختزلت ذاكرة الكاتب وأعتصر وجدانه بتلك الحياة القاسية وذلك الفقر والمرض الذي عاشته تلك القرية ( الغرّات ) قرية الكاتب ، والقرى المجاوره في تهامة بني مالك ابان طفولة الكاتب وصباه ، ولكنها القساوة التي تلينها إنسانية الانسان وبساطته ونقاء سريرته وسلامة فطرته ، والفقر الذي يشعر بالضعف أمام التعاون والتألف ، والمرض الذي منه تصح الضمائر وتدنو القلوب الى القلوب .

أن البئية الرجولية التي كانت تسيطر على مجتمع الكاتب المتمثله في مجتمع قبلي لايؤمن الا بالرجال الاشداء وتصل به السخريه الى الاستهزاء بالرجل الذي ملمس يده ناعماً – حسب تعبير الكاتب – لايخلو من أخلاقة المتمثله في الكرم الفطري الصادق اللامحدود في بئيه زراعيه ورعويه تقتات من الذره والتمر وماتجود به مواشيهم من مشتقاتها التي يقتات بها الانسان .

ثم تحدث الكاتب عن سيرته العلميه التي أنطلقت من المدرسة الابتدائه الوحيده في ( أضم ) والتي لايوجد غيرها من المراحل في تلك القرية البدائيه فلم يتوقف طموحه أمام المعوقات البيئه والمسلمات الاجتماعيه السائده في ذلك الوقت بل انه وبكل عصاميه واصرار كسر جميع المعوقات وأنتقل الى مكه المكرمه فتحوّل مع الجد والمثابره من طالب يحمل شهادة التجارة المتوسطه وقاري عدادات مياة ، وكاتب بسيط في عين العزيزيه، الى مراسل لبعض الصحف وكاتب للقصه القصيرة ومن ثم الى استاذ جامعي في أعقد علوم العصر ( الأعلام) ليشهد له بالكفاءة الاكاديميه والجداره العلميه كل طلابه وزملاؤه .

حين نقرأ اسطر الكتاب فأنا نجد أن الكاتب لم يمارس المثاليه بل أنه أعترف باخطاءه التي عدها في بعض الاحيان في قائمة الحماقات ، وغيّر الكثير من قناعاته بكل جرأة وشجاعه فلم يتوارى خلف الأعذار والمبررات ، فأنه حين تحدث عن عدم إقتناعه بعلم الاعلام وأهدافه- بعد أن عمل فيه طالباً وأستاذا ً لمايربو على ثلاثين عاماً - ذكر كل ذلك بتجرد تام وأعتراف واضح مخاطباً أباه ومتذكراً وصيته التي كان يسمعها كثيراً اثناء الصغر ( ياولدي تعلم من العلم ماينفعك ومن الشيم مايرفعك ) فقال مخاطباً ابها ومعترفاً بخطاه :

(( ياأبي : كيف تريدني أن آخذ من العلم ماينفعني وكيف لي ان أعرف ؟ استهواني الاعلام ببريقه فركضت وركضت حتى تعبت وحصلت على أعلى الشهادات في الاعلام من الولايات المتحدة ثم أكتشفت انني لم أدرس علماً .. بل تراثاً أوجده العقل البشري ليتلاءم مع قوالب سياسية وثقافيه وأجتماعيه موجوده بالفعل . كانت مصيبتي أن الذين درسوني الاعلام وتحدثوا عن نظرياته واخلاقياته هم أول من أغتاله وأجهز على مبادئه .. كيف لي أن أفتخر بعلم يتخذ من الكذب مطيه ومن النفاق وسيله ومن الخبث والفحش والمجون شراكاً للانسان تنصب ).

عندما يجلد الكاتب ذاته أمام القراء ويعري واقعه فهو يريد أن يري من يرى مواقع جلد العصا في حياته ليجعل من تجربته نور يضيء جوانب حياة الآخرين .

لقد اثبت الكاتب في هذا الطرح الأدبي أن التاريخ لايكتب للاقوياء وبالاقوياء فقط ،، فحين كتب عن المهمشين والمسحوقين أجتماعياً والزاهدين في زخرف الحياة لهو بذلك يحرر القلم بعد أن تعكر غروره وانكسرت هامته في الكتابة عن الذوات وأبناء الذوات والملمعين وأصحاب البريق المالي واللمعان الوظيفي .

فلقد وجدت في هذا الكتاب أن النموذج الانساني بمعناه الحقيقي هو خير مايحرك مشاعر الانسان ويسمو بها الى مدارج النقاء ، لأن كثيراً من الكتابات المختصه بالطبقه المخمليه والبرمكيه لاتحرك في الانسان الا جانب الجشع ، وغرائز الطمع ، وحب الذات ، وتشعل نار الحقد والحسد والغبن ، والشعور بالدونية والإشعار بالفوقيه والغبن والتسلط .

إن الانسان حين يرتبط ببئته فأنها تصبح المحرك لمشاعره واحاسيسه وتجلياته وطريقة معيشته ، فأن أي دارس ياتي بعد كاتبٍ على هذا النحو فانه يستطيع أن يؤرخ لتلك المنطقة وذلك النسيج الاجتماعي من خلال هذا الكاتب .


إنطباعي كقارئ :

(لمن تفتح ابواب السماء؟؟ ) كنت اضن أنني سأرتشفه في نَفَس واحد ولكنني أختنقت تاثيراً وتفاعلاً في كل بابٍ من ابواب سموّه ، وأنا إذا لم تخنقني العبره في الكتابات الادبيه الانسانيه فاني اشعر بالغثيان ثم القي بذلك الهراء الى جانب سلة الاهتمامات .
أن عملاً أدبياً يستحلب الدموع ويفجر الضحكه بدون سابق إنذار ، ويفتح في العقل نوافذاً جديده ويطرح قناعاتٍ قديمه ، لهو جديرٌ بالقراءة محفوفاً بالنجاح لكاتبه تسدى التحايا وترفع القبّعات ، ولولم يكن في الكتاب الا تلك الجلسات القضائيه التي حاكم فيها الكاتب نفسه وقاضا تاريخه بدون محامي لكانت جديره بأحترام الكاتب ومحفزه لاقتناء الكتاب .

descriptionعبدالرزاق العصماني يتساءل ..لمن تفتح أبواب السماء)) Emptyرد: عبدالرزاق العصماني يتساءل ..لمن تفتح أبواب السماء))

more_horiz
شكرا لك ياغالي على مواضيع المميزة
بارك الله فيك وجزآك الله كل خير
تحياتي اليك مع امنياتي لك بالتوفيق
تقبل مروري اخوكم islamic designer
عبدالرزاق العصماني يتساءل ..لمن تفتح أبواب السماء)) 886773 عبدالرزاق العصماني يتساءل ..لمن تفتح أبواب السماء)) 886773 عبدالرزاق العصماني يتساءل ..لمن تفتح أبواب السماء)) 886773 عبدالرزاق العصماني يتساءل ..لمن تفتح أبواب السماء)) 886773 عبدالرزاق العصماني يتساءل ..لمن تفتح أبواب السماء)) 886773 عبدالرزاق العصماني يتساءل ..لمن تفتح أبواب السماء)) 886773 عبدالرزاق العصماني يتساءل ..لمن تفتح أبواب السماء)) 886773 عبدالرزاق العصماني يتساءل ..لمن تفتح أبواب السماء)) 886773



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

جميع الحقوق محفوظة لدليل الاشهار العربي