اكدت وزارة الشؤؤن الدينية والاوقاف ان ذكرى المولد النبوي الشريف سيكون يوم الثلاثاء 12 ربيع الاول 1432 ه، الموافق ل 15 فيفري 2011، واضاف ذات المصدر انه استنادا لنتائج رصد هلال ربيع الاول يوم 29 صفر 1432 ه عبر كافة التراب الوطني وبناء على المعطيات العلمية الدقيقة الصادرة عن الهيئة المختصة فان غرة هذا الشهر 1432ه/2011م . وترقبا لهذه المناسبة الدينية العظيمة، يستقبلها الشعب الجزائري على غرار الامة الاسلامية وذلك بحسب تقاليد الاحتفال في كل ولاية عبر انحاء الوطن باكلات مختلفة ، وخلال ليلة المولد يجتمع افراد العائلة خصوصا الاطفال الصغار حول مائدة الشموع ويرددن اغاني وقصائد دينية مثل "زاد النبي وفرحنا بيه ، طلع البدر علينا....." لتختتم بوضع الحنة للاطفال ، ومن جهتها تعكف المساجد والزوايا بالمدائح الدينية واقامة الصلاة والتضرع للمولى والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كما تقام دروس مختلفة ومسابقات لحفظ القران الكريم وتوزيع الجوائز على حفضة القران وتقدم محاضرات للتذكير بالسيرة النبوية الشريفة للنبي . هذا وقد تقوم بعض العائلات باختتان اولادها لتكتمل الفرحة فرحتان .
-*-العائلات الجزائرية تتمسك بعاداتها الاصيلة في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
كماتحتفل الأسر الجزائرية الليلة بعيد مولد النبي صلى الله عليه وسلم باعداد المأكولات التقليدية والحلويات في اطار مظاهر احتفالية بهيجة وعادات أصيلة حافظ عليها الجزائريون منذ عقود.
ويولي الجزائريون المتمسكين بماضيهم وقيمهم الاجتماعية أهمية كبرى لهذا اليوم الذي يتيح لهم فرصة سانحة لتجميع أفراد العائلة والاحتفال اليوم بالعديد من الطقوس.
وتقوم العائلات الجزائرية بالتفنن في طهي طبق (الرشتة) و(الك//////////////////ي) المزود بالدقيق والدجاج فضلا عن اعداد طبق شعبي يسمى (الشخشوخة) و(الثريد) المعروف بمناطق عديدة في الجزائر والمحضر بلحم الغنم أوالبقر.
وتحرص الأسر الجزائرية على اعداد حلوى (الطمينة) التي لا يستغنى عنها في مثل هذه المناسبة وهي حلوى تصنع من الدقيق الخشن الذي يضاف اليه العسل والزبدة وتقدم في أطباق تزين ببعض المكسرات.
وتتبادل العائلات مختلف وأصناف المأكولات والحلويات فضلا عن تبادل الزيارات واقامة السهرات العائلية في هذه الليلة.
-ان عيد المولد النبوي فرصة لصلة الرحم بين الناس وبين العائلات ومناسبة للفرح في قلب كل أسرة جزائرية.
وتشير الى انتهاز بعض العائلات الفرصة لختان أولادها اذ يرتدي الأطفال اللباس التقليدي الذي تشتهر به كل منطقة وتقوم الأمهات في ليلة المولد بتخضيب أيادي أطفالهن بالحناء واشعال الشموع والمفرقعات.
وتنتهز بعض العائلات الثرية في الجزائر الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف لاطعام الفقراء والمساكين وتزيين المساجد واقامة حفلة (حلقات الذكر) التي يكثر فيها ذكر الله والصلاة على الرسول الكريم و توزيع الهبات والجوائز على الأطفال من حفظة القرآن.
من جهة اخرى ينتشر باعة المفرقعات والشموع في الجزائر خلال الفترة التي تسبق الاحتفال بالمولد وهي من المظاهر المترسخة في أذهان الجزائريين منذ سنوات.
ويعتبر الباحث في التاريخ الجزائري محمد البشير سلامي في تصريح ل(كونا) ان الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف يعد من مظاهر الاحتفالات الدينية في الجزائر خاصة مع حفاظ الأسر الجزائرية عليه من جيل الى جيل حتى خلال الفترة الاستعمارية.
ويوضح أن احياء ذكرى مولد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام في 12 ربيع الأول من كل سنة هجرية في الجزائر وسيلة من وسائل الدفاع عن هوية الشعب الجزائري وقيمه ودينه خاصة في فترة الاستعمار الفرنسي.
ويذكر سلامي أن احياء هذه المناسبة في تلك الفترة المظلمة كان بفضل الزوايا (المدارس الدينية) التي حافظت على الدين الاسلامي والأعياد الدينية التي تربط الجزائري بهويته الاسلامية خاصة أمام المد الثقافي الفرنسي الذي حاول من خلاله المستعمر تضليل عقول الجزائريين.
ويؤكد استمرار الشعب الجزائري في احياء هذه المناسبة التي شكلت مظهرا من مظاهر تمسكهم بهويتهم وذلك على الرغم من من سيطرة المستعمر ومحاولته طمس الهوية الجزائرية.
ويعتبر الباحث الجزائري أن أول ناد لكرة القدم أسسه الجزائريون في عهد الاستعمار الفرنسي حمل اسم (المولودية) لتأسيسه بمناسبة المولد النبوي الشريف في عام 1921 اذ مازال ينشط حتى الآن في الدوري الجزائري.
ويشير الى محاولة السلطات الاستعمارية الفرنسية فرض منطقها على الجزائريين عبر فرض الأعياد المسيحية عليهم خلال حقبة تجاوزت القرن و32 سنة كاملة.
ويقول ان عيد المولد النبوي الشريف يعد احدى المناسبات للتعريف بقصة ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم وأمه آمنة بنت وهب ومرضعته حليمة السعدية وشخصيات التاريخ الاسلامي العظام للأطفال
-*-لإحياء ذكرى المولد النبوي .. سماء الجزائر تضاء بالمفرقعات والألعاب النارية
ضاء سماء الجزائر بإطلاق أطنان من المفرقعات والمقذوفات والألعاب النارية مختلفة الألوان والأشكال بكافة ولايتها ، وذلك لإحياء ذكرى المولد النبوى الشريف اعتبارا من بعد غروب شمس ليلة المولد وحتى ظهيرة اليوم التالى.
وأوضحت مصادر إعلامية مطلعة أن المتجول فى شوارع الجزائر العاصمة لايمكن إلا أن تقع عيناه على طاولات كبيرة تحوى العديد من أصناف وأشكال الألعاب النارية التى تأخذ مسميات تختلف من عام لأخر .
وفقا للاحداث والمستجدات الدولية والوطنية وإذا كانت أشهر الالعاب النارية فى العام الماضى ، حملت أسماء " بن لادن" ولاعب الكرة زين الدين زيدان فإن ألعاب هذا العام يحمل أشهرها أسماء "الشيطانة" و"تيتا............" و"الصاروخ" .
ووفى الوقت الذى يحظى الاحتفال فيه بهذه الطريقة على اهتمام الكبير والصغير باعتبارها عادة قديمة ومتأصلة فى الجزائر إلا أنها فى نفس الوقت تمثل موسما لتشغيل الشباب العاطل عن العمل والذى يجد فيها فرصة سانحة لكسب المال .
ويشهد على ذلك ميادين الجزائر وأسواقها المكتظة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع بمئات الشباب الذين يفترشون الأرصفة لبيع وترويج هذه الألعاب النارية .
وتعتبر "الشيطانة" هى أكبر المفرقعات مبيعا ورواجا على أساس أنها تحدث أكبر دوى عند انفجارها فى الهواء مخلفة ألوانا متناثرة تتطاير هنا وهناك ويتراوح ثمنها بين 300 إلى 500 دينار جزائرى /الدولار الأمريكى الواحد يساوى 65 دينارا جزائريا ، أما "تيتا............" "والصاروخ" فهما يتمتعان أيضا بقوة انفجار هائلة إلا إنهما أقل فى مساحة الانتشار الضوئى فى السماء لدى اطلاقهما عن " الشيطانة" .
ووفقا لاحصاءات الجمارك الوطنية الجزائرية فإن قيمة المفرقعات المتداولة فى السوق الجزائرية حاليا *********ق 100 مليون دينار جزائرى على الرغم من وجود قانون يمنع استيراد وتداول هذه اأالعاب وهو مبلغ يكفى لبناء مشروع سكنى للشباب يضم 200 وحدة سكنية وفقا لبعض التقديرات.
وتتسبب هذه الطريقة من الاحتفال سنويا فى وقوع ضحايا ونشوب العديد من الحرائق، وعلى الرغم من التحذيرات المتتالية من كافة الجهات الرسمية بالدولة من استخدام هذه المفرقعات إلا أن ذلك لم يحد أبدا من انتشار هذه الظاهرة وتوسعها .
ولايقتصر الاحتفال بالمولد النبوي بإطلاق المفرقعات على الأحياء الشعبية فقط بلا يشمل أيضا كافة الأحياء الراقية التى تضاء سماؤها بأشكال وأنواع أخرى مستوردة مرتفعة الثمن وبديعة الشكل .
وتعيش مديرية الحماية المدنية مايشبه حالة الطوارىء استعدادا لمواجهة "قنابل المولد " خاصة وأن معظم ضحايا عادة مايكونون من الأطفال صغار السن الذين قد يطلقون هذه الألعاب بصورة غير صحيحة.
وقد حذرت المديرية العامة للحماية المدنية بالجزائر المواطنين من الاستعمال المفرط والخطير للمفرقعات والالعاب النارية مشيرة فى بيان أصدرته بداية هذا الأسبوع ، موضحة أن الاستعمال المفرط للمواد النارية خلال المولد النبوي الشريف يتسبب في إحداث أضرار جسيمة بالاشخاص و الممتلكات.
وأوصى البيان كافة المواطنين خاصة منهم الشباب بأخذ الحيطة والحذر لتجنب إطلاق هذه الألعاب بالقرب من المستشفيات والمدارس أو بالقرب من مواقف السيارات أو محطات البنزين والكهرباء وذلك للتقليل من النتائج الناجمة عن الاستعمال الخطير لهذه المواد الممنوعة .
كما ناشدت المديرية العامة للحماية المدنية من خلال بيانها المواطنين سرعة الاتصال بوحداتها عند حدوث أي طارئ مع تحديد طبيعة الخطر
وفي الاخير اقول كل عام وانتم بخير