هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

description لا... للـقـتـل  Empty لا... للـقـتـل

more_horiz
إن
الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور
أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهد الله فلا مضل له، ومَن يضلل فلا هادي له،
وأشهد أن لا ِِإله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إلا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) ( سورة آل عمران: 102)
(يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ
واحدةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا
وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ
اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
( سورة النساء: 1)
(
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا
سَدِيدًا ( 70 ) يُصْلِحْ لَكُمْ أعمالكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )
( سورة الأحزاب:70،71 )

أما بعد.
فإن أصدق الحديث كتاب الله – تعالى- وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشرّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
إن الله خلق الإنسان بيده، ونفخ فيه من روحه، فلا ينبغي لأي إنسان مهما كان أن يسلب هذه الحياة، فهذا لا يكون إلا لمن وهبها وهو الخالق ، ولذلك توعَّد الله تعالى كل مَن تجرَّأ على سفك الدماء، وقتل الأبرياء بوعيد شديد، فقال العزيز الحميد:
(وَمَن
يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا
وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً )
[النساء:93]
وأنت
إذا قرأت القرآن من أول فاتحة الكتاب إلى سورة الناس، لا تجد فيه مثل هذا
الوعيد الشديد، وهذا يدل على حرمة الدماء عند رب الأرض والسماء.

ومما يدل على هذا أيضاً قول النبي :
"لو أن أهل السماء والأرض اشتركوا في دم مؤمن لكبَّهُم الله على وجوههم في النار" (أخرجه الترمذي)


بل أكَّد النبي على هذه الحقيقة، فقال كما عند الترمذي والنسائي:
"لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم" (لراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1395خلاصة حكم المحدث: صحيح)
وهذا
كله يدل على حرمة المسلم عند رب العالمين، لكن غاب هذا الأصل الأصيل على
كثير من المسلمين فتجرؤا على سفك الدماء وقتل الأبرياء، بل ربما وقف
المسلمان كل منهما يريد قتل أخيه من أجل الدنيا، وما علم هؤلاء أن القاتل
والمقتول في النار، بل تجرأ البعض لا على سفك دم الآخرين بل على قتل نفسه،
ويزداد الأمر سوءاً ويكثر القتل خصوصاً في زمن الفتن، لذا كانت هذه
الرسالة... "لا للقتل" وهي بمثابة صرخة إنذار؛ لأحذِّر نفسي وإياكم من
الوقوع في مثل هذا الأمر الخطير،
ولا يغيب عن أذهاننا قول الرسول الأمين :"أفلح مَن كفَّ يده"(أخرجه أبو داود)
أي:كف يده عن أذى المسلمين وقتالهم
وقد عرف البعض القتل بأنه: فعل من العبد تزول به الحياة، أو هو إزهاق روح آدمي بفعل آدمي آخر.
وكان أول مَن سنَّ القتل هو "قابيل" ابن "آدم" حيث قتل أخاه "هابيل"، وتبدأ القصة عندما ولدت "حواء" قابيل ومعه أخت جميلة تسمى " لوذا" ووُلِد هابيل ومعه أخت تسمى "أقليميا"
كبر
الأبناء، وشب الإخوة في رعاية أمهم حواء وأبيهم آدم، وبلغ الأبناء مبلغ
الشباب، وأخذ قابيل وهابيل يضربان في الأرض طلباً للرزق، وسعياً وراء
متطلبات الحياة، وكان قابيل – وهو أكبر ولد آدم – صاحب زرع وحرث، وكان
هابيل صاحب ماشية وغنم، وبعد مضي فترة من الزمان أحب كل من قابيل وهابيل أن
تكون له زوجة ليسكن إليها وأفضيا بذلك إلى والديهما، وأوحى الله
إلى آدم أن يزوج قابيل من توأمة هابيل، ويزوج هابيل من توأمة قابيل.
يقول سعيد بن المسيب: "إن الله أمر آدم أن يفرق في النكاح من كل بطن، هذا لتلك وتلك لهذا"
امتثل
آدم أمر ربه، وأفضى لقابيل وهابيل بما أمر الله، إلا أن قابيل رفض ما قاله
آدم، ولم يرض بهذا الزواج، لأنه اعتبر أن توأمة هابيل أقل جمالاً من
توأمته، وحسد أخاه هابيل على الزواج من شقيقته "لوذا" ولم يرض بالقسم، وجمح
عن طاعة والده، ولعبت به نوازع الشر والفساد، ولعب به الحسد ذات اليمين
وذات الشمال، بينما ظل هابيل يحتفظ بالهدوء والسكينة والوقار، وامتثل ما
أمر به والده آدم، قال آدم لقابيل: إن كنت لا ترضى فقرِّبا قرباناً،
فبقربانكما سيقضى بينكما، قال قابيل: وكيف يقضى بيننا، قال آدم: من يقبل
قربانه فهي له ـ أي الأخت الجميلة "لوذا"، وكان قبول
القربان هو أن تأتي نارٌ من السماء فتأكله، فعمد هابيل إلى كبش سمين
ليقرَّبه إلى الله، وعمد قابيل إلى حزمة من القمح الرديئة ليقرِّبها إلى
الله، وعمد كل واحد منهما فوضع قربانه على مكان عال، فنزلت نار من السماء
فحملت كبش هابيل ورفعته إلى السماء.

وروي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال:"إن هذا هو الكبش الذي نزل على إبراهيم ليفتدي به إسماعيل من الذبح"وحسد قابيل أخاه هابيل وتوعده بالقتل
(وَاتْلُ
عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً
فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ
لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ{27}
لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ
إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ{28}
إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ
النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ{29} فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ
قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
[المائدة: 27- 30]
وكل جريمة قتل تقع على الأرض منذ هذه اللحظة حتى قيام الساعة يبوء بإثمها قابيل؛ لأنه أول من سن القتل، فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن مسعود عن النبي قال:"لا تقتل نفسٌ ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها، لأنه أول مَن سنَّ القتل"(الراوي: عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أوالرقم:2135خلاصة حكم المحدث: صحيح)
- الكفل:الحظ والنصيب
وفي رواية عند البخاري: "لا تُقْتَل نفسٌ إلا كان على ابن آدم الأول كفل منها"
وقد استمر القتل منذ هذه اللحظة إلى يومنا هذا ولم يتوقف، لكنه ينتشر ويكثر في زمن الفتن.
· في زمن الفتن يكثر القتل
ففي الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله :"يتقارب الزمان (1)وينقص العلم(2)، ويلقى الشح(3)، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج، قالوا: يا رسول الله أيُّما هو؟ قال: القتل... القتل"
قال أبو موسى :الهرج:هو القتل بلسان الحبشة.
(1) _ والمقصود بتقارب الزمان:مختلف فيه، لكن يفسره ما جاء في سنن الترمذي، وعند أحمد أن النبي قال:"لا
تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان، فتكون السنة كالشهر، والشهر كالجمعة،
والجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كاحتراق السعفة"
(وهذا اختيار الخطابي)
وقيل:المراد عدم البركة فيه، وأن اليوم مثلاً يصير الانتفاع به بقدر الانتفاع بالساعة الواحدة.
وقيل: المراد قصر الأعمار بالنسبة إلى كل طبقة، فالطبقة الأخيرة أقصر أعماراً من الطبقة التي قبلها.
وقيل: تقارب أحوالهم في الشر الفساد والجهل (اختيار الطحاوي)
وقيل:يحتمل أن يكون المراد بتقارب الزمان تسارع الدول إلى الانقضاء، والقرون إلى الانقراض، فيتقارب زمانهم وتتدانى أيامهم( قاله البيضاوي).
(2) _ المراد بنقص العلم:هو موت أهله، فكلما مات عالم في بلد ولم يخلفه غيره، نقص العلم في تلك البلد.
(3) _ يلقى الشح:فليس
المراد وجود أصل الشح؛ لأنه لم يزل موجود، إنما المراد إلقاؤه في قلوب
الناس على اختلاف أحوالهم؛ حتى يبخل العالم بعلمه فيترك التعليم والفتوى،
ويبخل الصانع بصناعته حتى يترك تعليم غيره، ويبخل الغنى بماله حتى يهلك
الفقير.

كثرة القتل علامة من علامات الساعة
1- أخرج الإمام أحمد عن حذيفة قال:
"سئل رسول الله عن
الساعة فقال: علمها عند ربي، لا يُجلِّيها لوقتها إلا هو، ولكن أخبركم
بمشاريطها وما يكون بين يديها، إن بين يديها فتنة وهرجاً، قالوا: يا رسول
الله الفتنة قد عرفناها، فالهرج ما هو؟ قال بلسان الحبشة القتل، ويلقى بين
الناس التناكر، فلا يكاد أحد أن يعرف أحداً"
( قال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح)
2- وأخرج الإمام أحمد والطبراني بسند حسن من حديث خالد بن الوليد :
"أن
رجلاً قال له: يا أبا سليمان، اتق الله فإن الفتن ظهرت، فقال: أما وابن
الخطاب حيٌّ فلا، إنما تكون بعده فينظر الرجل فيفكر، هل يجد مكاناً لم ينزل
به مثل ما نزل بمكانه الذي هو به من الفتنة والشر، فلا يجد فتلك الأيام
التي ذكر رسول الله
بين يدي الساعة أيام الهرْج"

3- وأخرج الإمام أحمد من حديث أبي موسى الأشعري أن رسول الله قال:
"إن بين يدي الساعة الهرْج، قالوا: وما الهرْجُ؟ قال: القتل، إنه ليس
بقتلكم المشركين، ولكن قتْلُ بعضِكم بعضاً؛ حتى يقتل الرجل جاره، ويقتل
أخاه، ويقتل عمه، ويقتل ابن عمه، قالوا: ومعنا عقولُنا يومئذ؟ قال: إنه
لتُنْزَعُ عقولُ أهلِ ذلك الزمان، ويخْلِفُ له هباءٌ (1) من الناس، يحسب
أكثرهم أنهم على شيء وليسوا على شيء، قال أبو موسى: والذي نفسي بيده ما أجد
لي ولكم منها مخرجاً إن أدركتني وإياكم إلا أن نخرج منها كما دخلنا فيها،
ولم نصب منها دماً ولا مالاً"
(الصحيحة:1682)
(1)- هباء: أي قليلو العقل أراذل، وهو في الأصل الغبارُ المنبثُّ.
4- أخرج البخاري عن عبد الله، وأبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنهما ـ قـالا: قال رسول الله : "إن بين يدي الساعة لأياماً ينزل فيها الجهل، ويُرْفَع فيها العلم، ويكثر فيها الهرْج، والهرْج القتل"
قال أبو موسى: والهرج: القتل بلسان الحبشة.
وهناك زيادة عند الإمام أحمد وابن ماجة:"قال رجل: يا رسول الله، إنا نقتل في العام الواحد من المشركين كذا وكذا، فقال: ليس بقتلكم المشركين، ولكن بقتل بعضكم بعضاً"
وصلى الله على سيدنامحمدوعلى آله وأصحبه وسلم

description لا... للـقـتـل  Emptyرد: لا... للـقـتـل

more_horiz
مــوضوع رائـــــــع
ان شـــاء الله نشـوف الجديـد في أقربت وقتـ
مــــــع التحيـة
,,

description لا... للـقـتـل  Emptyرد: لا... للـقـتـل

more_horiz
شكرآ للمرور

description لا... للـقـتـل  Emptyرد: لا... للـقـتـل

more_horiz
ولــو واجبي ..

description لا... للـقـتـل  Emptyرد: لا... للـقـتـل

more_horiz
 لا... للـقـتـل  54045245h

شكرا لك موضوع مميز ورائع

بارك الله فيك وجزاك الله كل خير

تقبل مروري وتحياتي اليك

 لا... للـقـتـل  886773

description لا... للـقـتـل  Emptyرد: لا... للـقـتـل

more_horiz
مرسي
[على] الموضوع تستاهل تقييم و تشجيع [على]
المجهودات الرائعة
ننتظر
منكـ
المزيد |

description لا... للـقـتـل  Emptyرد: لا... للـقـتـل

more_horiz
شكرا لك موضوع مميز ورائع

بارك الله فيك وجزاك الله كل خير

تقبل مروري وتحياتي اليك

description لا... للـقـتـل  Emptyرد: لا... للـقـتـل

more_horiz
شكرا و بارك الله فيك ، وأأصل . . و لا تفاصل .

description لا... للـقـتـل  Emptyرد: لا... للـقـتـل

more_horiz
شكرا لك على التوبيك الاسلامي الرائع



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

جميع الحقوق محفوظة لدليل الاشهار العربي