الاحتفال بأعياد غير المسلمين كعيد الميلاد أو عيد رأس السنة الميلادية أو عيد الأم ، أو شم النسيم :
من المعروف أن كلمة (عيد ) اسم جنس يدخل فيه كل يوم أو مكان فيه اجتماع ،وهو مأخوذ من المعاودة والاعتياد ، فإذا كان اسماًً لمكان : فهو المكان الذي يعقد الاجتماع فيه ، وإذا كان للزمان فهو الزمان الذي يجتمع عنده.
ـ ومن المعروف أن الاحتفال بعيد الميلاد أو عيد رأس السنة ليس من الشريعة في شىء ، فأعياد المسلمين معروفة محصورة ألا وهي : عيد الفطر وعيد الأضحى ويوم الجمعة ، لكننا نجد في هذا الزمان من يحتفل بغير هذه الأعياد ، كأعياد الميلاد أو أعياد رأس السنة فتأخذ الأجازات ويتم إعداد الطعام والشراب وتعليق الأنوار والخروج إلى المتنزهات واللعب فيه على وجه يخالف ما قبله وما بعده من الأيام ، والضابط في مثل هذه الأيام أو الأعياد أنه لا يحدث فيه أمر أصلاً بل يجعل يوماً كسائر الأيام.
- فقد أخرج أبو داود عن أنس بن مالك قال :
" قدم الرسول المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال ما هذان اليومان ؟ قالوا كنا نلعب فيهما في الجاهلية ، فقال رسول الله وإن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر".
فانظر إلى قول النبي : " إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما " والإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدل منه إذ لا يجمع بين البدل والمبدل منه ، وعلى هذا لا يمكن أن نجمع بين أعياد المسلمين وأعياد غير المسلمين كعيد رأس السنة الميلادية ، ولتعلم الأخت المسلمة أن مشابهة غير المسلمين في أعيادهم تدخل السرور في قلوبهم ، فإنهم يرون بما هم عليه من الباطل ـ أن المسلمين قد صاروا فرعاً لهم في خصائص دينهم ، فإن ذلك يوجب قوة قلوبهم وانشراح صدورهم.
يقول السيوطي ـ رحمه الله ـ كما في كتاب الأمر بالإتباع :
وما يفعله كثير من الناس في فصل الشتاء ويزعمون أنه ميلاد عيسى ـ عليه السلام ـ فجميع ما يصنع في هذه الليالي من المنكرات مثل إيقاد النيران وإحداث طعام وشراء وشمع .....وغير ذلك فإن اتخاذ هذه المواليد موسماً هو دين النصارى وليس بذلك أصلاً في دين الإسلام ، ولم يكن لهذا الميلاد ذكر في عهد السلف الماضيين بل أصله مأخوذ عن النصارى. أ هـ
ـ ولقد نهانا ديننا عن التشبه بأهل الكتاب اليهود والنصارى في أعيادهم ومدح ربنا ـ عز وجل ـ من لم يشهد أعيادهم ومواسمهم ولم يشاركهم فيها بقوله وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ( الفرقان 72 )
قال مجاهد والضحاك والربيع ابن أنس : هو أعياد المشركين .
أما الاحتفال بعيد الميلاد :
فإننا من جهلنا بقيمة العمر والوقت نفرح بمغيب شمس كل يوم ونحن لا ندرك أن هذا نهاية يوم من أعمارنا لن يعود أبداً ، صحائف طويت وأعمال أحصيت وأنفاس توقفت كما قيل.
إن لنفرح بالأيام نقطعها وكل يوم مضى يدنى من الأجل
وعلى هذا فنقول لكل من يحتفل بعيد الميلاد ، أخي الحبيب أختي المسلمة بدلاً من إيقاد الشموع وسماع الأغاني والإسراف والتبذير والاختلاط وغير ذلك من ألوان المعاصي التي ترتكب في مثل هذا اليوم.
هلا جلست وتفكرت ماذا قدمت في هذا العام الذي مضى من عمري؟
وعلى ما فرطت فيه وقصرت ، والذنوب التي عليها تجرأت ، وتبكي على هذا العام الذي مضى على ما فيه من التقصير والتفريط وتسأل الله حسن الخاتمة.
قيل لمحمد بن واسع كيف أصبحت؟ قال : ما ظنك برجل يرتحل كل يوم مرحلة إلى الآخرة.
- أما الاحتفال بشم النسيم :
فهي عادة ابتدعها أهل الأوثان من الفراعنة الأقدمين وكانوا يسمونه يوم الزينة.
ـ وكان اليونان القدماء يحتفلون به معتقدين أن للأرض ربة حزنت لأن رب العالم السفلي خطف ابنتها ، فلما حزنت أجدبت ومنعت الزروع والثمار ، فضج البشر إلى آلهة الأولمب فحكموا على رب العالم السفلي أن يعيد تلك الابنة ستة أشهر من كل عام ، وكان موعد عودتها في الربيع حيث تخضر الأرض سعادة بعودة ابنتها ويحتفل الناس بشم النسيم.
- فها أنتي أختاه علمتي وسمعتي أن هذا الاحتفال مرتبط بالضلال والاعتقاد في آلهة شتى في الكون تتصارع وتحزن.
والله تعالى يقول: وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ) ص 65 (
فكيف نتابع غيرنا في ضلالهم وغيهم والنبي يقول : " ليس منا من تشبه بغيرنا "
( السلسلة الصحيحة 2194 )
وأما الاحتفال بعيد الأم تقليداً لغير المسلمين : فالإسلام يدعو إلى تكريم الأم في كل لحظة والإحسان إليها والشفقة بها.
لكن الغرب ليس لديه مالدنيا من التعاليم الربانية للإحسان للوالدين فيتجرءوا عليهما بالسب واللعن وأحياناً بالضرب ثم يأتوا في يوم العيد بالهدايا ، فهل هذا من الإحسان ؟؟
فما أحلى الرجوع إلى تعاليم ديننا.
- والاحتفال بأعياد الميلاد وإقامتها وإعداد التورتة والزينات واجتماع الأهل والأصدقاء لإطفاء الشموع بعدد سنين صاحب الاحتفال ، فكل هذا مأخوذ من النصارى واليهود وصدق النبي حين قال: كما عند البخاري ومسلم : " لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه قالوا : اليهود والنصارى؟ قال فمن؟ " .
- فلا ينبغي للمسلم أن يقلد غيره وليعلم أن له شريعة تحكمه.
قال تعالى : { ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ{18} ) الجاثية 18)
- وأخرج الطبراني وغيره وحسنه الألباني عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله : " ليس منا من عمل بسنة غيرنا ".