الواشره هي عبارة عن حلقة مصنوعة من جلود الحيوانات الهندية المدبوغة بعد صناعتها ويقوم صانعها بقصها إلى أشكال حسب استخدامها وتستخدم بعضها لغاز المنازل حتى لا يكون هناك تسريب للغاز يؤدي إلى خطر نشوب الحرائق لا سمح الله أو على أقل تقدير حتى لا ينتهي الغاز الموجود بالسلندر بنفس اليوم
ليس هذا بيت القصيد وإنما عندما نذهب سابقا لتغيير السلندر وتبديله بواحد جديد يقوم البنغالي بإعطائي ملئ كفة من الواشرات وبعضهم يعطيك من خمسة إلى عشرة واشرات ومع تقدم الحياة وازدهارها بدأ البنغالي يعطيني حبه واحدة وأحيانا يقوم بالسوالف معي حتى ينسيني واشرة السلندر
مرت أيام وبعدها تحولت الواشره من مجانا إلى سعر ريال للواشره الواحدة ( يا سبحان الله هذا التقدم ولا بلاش ) والمشكلة بعض البنغالية يتفنن ببيعها فيضع كل ثلاثة حبات بكيس مبستر وبعضها يضع خمسة بكيس أخر وإذا أردت الشراء يقول لك بابا أنت يبغى بخمسة ولا بثلاثة ريال ( الله يخرب بيتكم يالبنقالية حتى الأمريكان ما عندهم هذي الخطة الجهنمية )
على العموم لم نرفض ذلك واصلت الحياة المزدهرة والتقدم والتطور إلى أن وصلنا لبيع واشره واحدة فقط بريال يعني لو تريد ثانية بسعرها سيرفض بسبب قلة الواشرات ولو ضاعت واشرتك لازم تشتري سلندر جديد من أجل واشره أخرى مثل قطع غيار السيارات
طرت لي فكرة أعطي البنغالي ريالين قيمة الواشره وفعلا تجرأت بعد ما أعطاني السلندر الجديد مع الواشره أم ريال واحد فقلت له أعطني واشره ثانية بريالين وقال لي ( بابا هازا هرام رشوة ما يسير ) فعلا خجلت على نفسي وقلت هذي رشوة وحرام
فكرت مليا فقلت أشتري الغاز وبعد عشرة دقائق أرجع لهم حتى أشتري واشره ثانية من البنغالي الثاني حتى لا يعرفني الأول وفعلا استخدمت الذكاء ورجعت للبنغالي الثاني وقلت له خذ ريالين وأعطني واشره فوافق وفرحت كثيرا وما هي إلا لحظة وجاء مسرعا البنغالي السابق وهو يصرح بوجه زميلة هذا نفر ما في كويس يعطي بخشيش علشان يأخذ واشره ثاني أنت ما في يعطي واشره ثاني فنكست رأسي حزينا وذهب إلى البيت مع السلندر والو اشره الوحيدة فخفت عليها وقلت المحافظة عليها ضرورية فمرة أقول أضعها في جيبي ومرة في درج السيارة ومرة قلت ألفها في منديل الكلينكس وأربطها إلى أن وصلت إلى أحد أدراج الجيب المخفية والمعقدة خوفا على الواشره ، وفعلا وضعتها وعند وصولي للبيت أنزلت السلندر ونسيت أين الواشره
وأول ما وصلت واجهتني أم أسامة مع الشغالة وأول سؤال سألوني وين الواشرة وتركوا ما هو أهم فقلت بالسيارة ولكن لم أعلم في أي مكان ، فركضت أم أسامة مع شغالتها وأنا ورآهم مع ضحى وأسامة وأصبحنا كلنا نبحث عن الواشره فأم أسامة تفتح الدرج والشغالة في الصندوق تبحث وضحى تطل من تحت الكراسي وأسامة يطمر على الآسيات وأنا أصفق يد بيد تحسرا على الواشره ولم نستطع الوصول لها إلى أن جاءتني فكرة لمن يوجد الواشره أعطية 100 ريال ولكن للأسف الشديد لم نصل إليها
فرجعنا خائبين الأمل إلى داخل المنزل ورن التلفون فرفعت السماعة وإذا بها أختي حفظها الله وهي تقول أشغلتني يا أبا أسامه التلفون يرن ولا واحد فيكم رفعة عسى ما شر فقلت لها القصة كاملة فضحكت وقالت تعال خذ واحدة عندي وبصراحة ودي أعطيك أكثر بس أنت عارف أزمة واشرات وأرتفاع أسعارها بسبب فيضانات في الهند وكمان باكستان ما قامت ترسل لنا واشرات
فحلفت أم أسامة وقالت لم تذهب لوحدك إلى أختك سأكون معك حتى لا تضيع الواشره مرة أخرى وفعلا ذهبت معي وهي تمسك بكيس فيه صندوق صغير فقلت ما هذا فقالت لي مالك شغل وهي في حاله عصبية جدا
وصلت إلى منزل الرضيعة وشربنا الشاي عندها وتبادلنا الحديث معها وعن التقدم والازدهار والنهضة التجارية الكبيرة والطفرة العظيمة وأعطتنا الواشره ومن حرص أم أسامة فتحت الكيس وأخرجت الصندوق وفتحته وسمت بالرحمن وقرأت المعوذات ووضعت الواشره فأغلقت الصندوق ووضعته في الكيس ورفعت رأسها ونظرت إلى أختي فقالت لا أعرف كيف أجازيك على هذا الأحسان وأختي تنظر باستغراب مع ابتسامة خضراء ورجعنا للبيت وأم أسامة ممسكة بالكيس بأيديها الاثنين
والحمد لله أصلحنا الغاز ووضعنا الواشره وتمت العملية بنجاح وبعد كم يوم تذكرت أين مكان الواشره فقمت مسرعا وأخذتها وقلت لأم أسامة ماذا تتوقعين بيدي وأنا مخفيها خلف ظهري وكنت يومها في أتم السعادة فقالت أكيد عطر جديد هدية في عيد ميلادي فقلت لها أفضل من ذلك ففرحت وتبسمت فقالت أكيد عقد ذهب أو طقم ألماس ففتحت يدي وإذا هي بواشرة فقالت مالت عليك وعلى الواشرة