خطب جلل ، وحدث عظيم ، يزداد على إثره العويل والنحيب ، تتزاحم الأرجل ، لتجوب أرجاء المكان ذهابـًا وإيابـًا ؛ انتظارًا لخروج بلا عودة ، ونظرة أخيرة على أمل لقاء مجهول الموعد ، يسير الصندوق الصغير مثقلاً بحمله من عدة أعوام حصيلتها من العبادات والطاعات ، أو المعاصي والآثام ، لا يحيط بها إلا رب الأرباب ، فقد انتهى الأمل ، وتقطعت الأسباب ، وأهيل على الجسد التراب .
إنه الموت ، الحقيقة الغائبة أو المُغَيبة ، النهاية المحتومة لكل بداية معلومة ، الحد الفاصل بين الخوف والأمان ، الضياع والاستقرار ، بين التعب والنصب ، والراحة والفرج .
كثيرون يغضون الطرف عن ذكره والحديث عنه ، وينعتون ذاكره بالتشاؤم والقتامة ، والفشل في مواكبة سير الحياة ، مع أن أفضاله كثيرة ، ومميزاته متعددة ، فالموت ما هو إلا تبدل حال ، وانتقال من دار إلى دار ، فالإنسان لم يخلق للعدم والفناء ، ولكن للخلود والبقاء ، وهو كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحفة المؤمن وريحانته ، لأنه خير من فتنة الدنيا ، وراحة من أذاها ، وذِكْرُ المؤمن له علامة شوق إلى لقاء الله عز وجل ، فهو طريقه إلى الجنة ، وحريته من سجن الدنيا ، وهو أول سرور يدخل على قلبه ونفسه ، لما يرى من ثواب الله تعالى ورحمته أثناء خروج روحه من جسده وآلامه وسكراته ، وكفارة له ليلقى الله عز وجل بصحائف بيض ، وذنوب مغفورة ، وقديمـًا قالوا : " من لم يسره الموت فهو منقوص " .
ومن منا لم تثقله ذنوبه وآثامه ؟!
من منا قد كمل إيمانه واستعد للقاء ربه وقتما كان أجله ؟! إلا من رحم ربي .
ترى ماذا يفعل أحدنا إن كشف له موعد موته واقتراب نهايته ؟
سوف تتقزم أمامه الدنيا برحابتها ، وتتعاظم الذنوب والمعاصي على ضآلتها ، وتصبح كالجبال جاثية فوق صدره ، ويأتيه الشيطان - وهذه فرصته - ليذكره بما اقترف من ذنوب ، وبما ضيع من حقوق ، وبما أهدر من وقت ، ليوهمه بأن ريح الجنة بعيدة المنال ، وأن دخولها محال محال ، وأن النار لم تخلق إلا لمثله ، وأن رحمة الله عز وجل قد ينالها العالمون ؛ دونه .
فالحذر الحذر ، إنها أوقات صعبة ، ولحظات قاسية ، يجب أن يستعد لها المسلم أيما استعداد ، بتدريب النفس على ذكر الموت ، وعلى حبه ، فلقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ) .
فمن أحب الله عز وجل ورسوله الكريم كان لزامـًا عليه أن يحب الموت ، فهو السبيل الوحيد للقائهما .
إنه الموت ، الحقيقة الغائبة أو المُغَيبة ، النهاية المحتومة لكل بداية معلومة ، الحد الفاصل بين الخوف والأمان ، الضياع والاستقرار ، بين التعب والنصب ، والراحة والفرج .
كثيرون يغضون الطرف عن ذكره والحديث عنه ، وينعتون ذاكره بالتشاؤم والقتامة ، والفشل في مواكبة سير الحياة ، مع أن أفضاله كثيرة ، ومميزاته متعددة ، فالموت ما هو إلا تبدل حال ، وانتقال من دار إلى دار ، فالإنسان لم يخلق للعدم والفناء ، ولكن للخلود والبقاء ، وهو كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحفة المؤمن وريحانته ، لأنه خير من فتنة الدنيا ، وراحة من أذاها ، وذِكْرُ المؤمن له علامة شوق إلى لقاء الله عز وجل ، فهو طريقه إلى الجنة ، وحريته من سجن الدنيا ، وهو أول سرور يدخل على قلبه ونفسه ، لما يرى من ثواب الله تعالى ورحمته أثناء خروج روحه من جسده وآلامه وسكراته ، وكفارة له ليلقى الله عز وجل بصحائف بيض ، وذنوب مغفورة ، وقديمـًا قالوا : " من لم يسره الموت فهو منقوص " .
ومن منا لم تثقله ذنوبه وآثامه ؟!
من منا قد كمل إيمانه واستعد للقاء ربه وقتما كان أجله ؟! إلا من رحم ربي .
ترى ماذا يفعل أحدنا إن كشف له موعد موته واقتراب نهايته ؟
سوف تتقزم أمامه الدنيا برحابتها ، وتتعاظم الذنوب والمعاصي على ضآلتها ، وتصبح كالجبال جاثية فوق صدره ، ويأتيه الشيطان - وهذه فرصته - ليذكره بما اقترف من ذنوب ، وبما ضيع من حقوق ، وبما أهدر من وقت ، ليوهمه بأن ريح الجنة بعيدة المنال ، وأن دخولها محال محال ، وأن النار لم تخلق إلا لمثله ، وأن رحمة الله عز وجل قد ينالها العالمون ؛ دونه .
فالحذر الحذر ، إنها أوقات صعبة ، ولحظات قاسية ، يجب أن يستعد لها المسلم أيما استعداد ، بتدريب النفس على ذكر الموت ، وعلى حبه ، فلقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ) .
فمن أحب الله عز وجل ورسوله الكريم كان لزامـًا عليه أن يحب الموت ، فهو السبيل الوحيد للقائهما .